Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

التاسعة مساء: نظام حياة جديد!!

A A
قبل حلول كورونا علينا- كبقية خلق الله ودول العالم على هذه الكرة الأرضية- كنا نتساءل: لماذا لا تكون حياتنا أكثر نظامًا وفائدة؟ لماذا السهر طول الليل؟ ولماذا طول الأسبوع مطاعم ومقاهٍ واستراحات وسهرات وتضييع أوقات؟ لماذا زواجاتنا ومناسباتنا الى ما بعد منتصف الليل؟ لقد جاء السيد الفيروس كورونا فعودنا أن نتعايش مع نظام جديد للحياة بفرض الحظر ليلًا والتباعد الاجتماعي والعائلي وبالتالي السكون والنوم المبكر وحللنا من كثير من الارتباطات والمجاملات الاجتماعية وجعلنا أكثر ما نكون في معيشتنا ونظام حياتنا مثل معظم دول أوربا، خاصة في بريطانيا، حيث إنهم قوم عودوا أنفسهم أن يكون نهارهم معاشًا وكدًا وعملا، وبعد ذلك يكون السكون بعد الساعة السادسة مساءً فلا تسمع لهم همسًا ولا أمتًا، الكل في منزله والكل يقرب من سريره ووقت نومه ما عدا أيّام عطلة الأسبوع فيكون هناك سينما وسهر وديسكو، أما غير ذلك ففي الصباح الباكر يوميًا ينهض الجميع للمدارس والجامعات ولأداء الواجبات الوظيفية والبحث عن الرزق فكأنهم من تتحقق فيهم آلية الوصف القرآني (وجعل الليل سكنا) (والنهار معاشا) ونحن الآن فيها مع الحظر والبقاء في المنازل والسماح للخروج ما بين التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً نشبه إلى حد ما وضعهم، فهل ممكن أن نأذن لنظام جديد للدخول والتطبيق في حياتنا بعد رحيل كورونا؟

يعني بصراحة نظام جدولة الحياة وتنظيمها وترتيبها أصلح وأحسن صحيًا واجتماعيًا مما كنا عليه من السهر القاتل للنفوس والأجسام والمقلق للحياة، لأن النوم المبكر من أسس الصحة للأفراد والمجتمع لأننا في نظامنا القديم- عهد ما قبل كورونا- فيه كمية كبيرة من الهدر للوقت وفوضى وتشعر بأن الحياة «صواميلها» مخلخلة تحتاج إلى ضبط وربط ، فلنجرب أن تكون حياتنا بعد ذهاب كورونا بإذن الله أن تكون حياتنا أكثر انتظامًا وانضباطًا فيُحدد نظام زمني للأسواق والمولات والمحلات وفق ساعات محددة وبقية شؤون الحياة وأن تعاد صياغة أوقات العمل للأسواق والمولات والمطاعم والمقاهي بحيث تنضبط فيما لا تزيد على الساعة التاسعة مساءً وتمنع فيما بعد هذا الوقت كل الأنشطة والأعمال والمقاهي والمطاعم ما عدا التموينات الغذائية والصيدليات ومحطات البنزين وما شبه ذلك من الضروريات ويجبر بالتالي الصغار والكبار على النوم المبكر وبالتالي الاستيقاظ المبكر والعمل في اليوم التالي بكل نشاط وحيوية، نظام ليس بالحظر لا الجزئي ولا الكلي، إنما بنظام الحياة وتكون المقاهي والمطاعم والمولات وبقية الأنشطة الى الساعة الواحدة ليلًا في ليلتي الجمعة والسبت (عطلة نهاية الأسبوع) فقط.

أعلم أن هذا الاقتراح والكلام قد لا يروق لبعض الناس نظرًا لما تعودوا عليه من السهر والبشكات والاستراحات وخرجات الصديقات مع بعضهن كل ليلة كي يسمرن وتعود الأصدقاء مع بعضهم كل ليلة في الاستراحات وتعود الشباب والشابات على حياة الفوضى وقتل الوقت، كل ذلك وغيره قد يقف حاجزًا لتنظيم الحياة وفق التاسعة مساءً لكنني مؤمن إيمانًا كاملًا بأن انتظام حياتنا سينقلنا نقلة نوعية تتسم بالحضارة والإنتاج وتقلل من المشاكل الاجتماعية والصحية والنفسية وتعطي انطباعًا للآخرين بأننا جادون فهل ممكن أن تدرس الفكرة؟ أرجو ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store