Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

صلى عليك الله يا خير الورى

A A
صلى عليك الله يا خير الورى

تعداد حبات الرمال وأكثرا

صلى عليك الله ما غيث همى

فوق السهول وبالجبال وبالقرى

يا خير مبعوث بخير رسالة

للناس يا خير الأنام وأطهرا

صلى عليك الله في عليائه

ما صاح داع للأذان وكبرا

يارب صل على النبي محمد

ما شج جرح في سبيلك وانبرى

صلوا على المختار أحمد أنه

أزكى الأنام وخير من وطئ الثرى

محمد المطيردي

صلى الله عليك يا خير الورى.. كنت أرحم الناس وأرأفهم بهم، يقول الله عز وجل يصف رحمتك (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) وعندما خاطب بني قومه صلى الله عليه وسلم في عام الفتح: (ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ فأتاه جوابهم؛ أخ كريم وابن أخ كريم، فكان الصفح المنبعث من النفس التي رباها مولاها وملأها حبًا وزكاها أصلًا وفطرة فنظر إلى وجوههم في المكان الذي أحب والأرض التي عشق بين الحجون إلى الصفا، فهتف في أسماعهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، عليك صلى الله وملائكته الكرام، يا من أنقذ الله بهديك النفوس من غيها وضلالها، فلتمتلئ النفوس بإذن بارئها حبًا وتسامحًا ولتلتقي النفوس على صفاء تغذيه رشفات من ماء الطهر والقداسة من بئر زمزم.. وعن السيدة عائشة رضي اللّه عنها زوج الحبيب صلى الله عليه وسلم أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: (هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحد؟) قال عليه الصلاة والسلام (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبدكلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت، وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلَّا وأنا بقرن الثَّعالب، فرفعت رأسي، فإذا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.. فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثمَّ قال: يا محمَّد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين.. فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا).. يا خير خلق الله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. (فبما رحمة من الله لنت لهم) صلى الله عليك يا رسول الرحمة، بعثك المولى عز وجل حتى تبلغ هذا الدين وتدعو الناس فكنت تليق بمقام هذه الدعوة لتكون أفضل الرسل وخاتم الأنبياء.. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم: كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: (إن شئتم).. فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النَّبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه أي: ضمَّ جذع النخلة إليه عليه الصلاة والسلام.. تئنُّ أنين الصبي الذي يسكن، قال: (كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر).. نتعلم الرحمة من الحبيب صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله لأنه الرحمة المهداة ورسالته رحمة تجسدت في حياته وكل أقواله وأفعاله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store