Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الاتجاه الإسرائيلي لضم أراض محتلة.. هل يؤذن بتفجير انتفاضة جديدة؟!

A A
لم تكتف دولة إسرائيل بالاحتلال الجزئي للأراضي الفلسطينية، وتشريد الشعب الفلسطيني، بل تقودها طموحاتها على أن تستولي على كافة الأراضي وتمحو دولة فلسطين واسمها من على الخارطة، مستغلة التفكك العربي، وكذلك التفكك الفلسطيني الظاهر على الساحة.. حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو) إنه بصدد رسم خريطة الأراضي التي ستكون جزءاً من دولة إسرائيل، وتشمل المنطقة كل المستوطنات وغور الأردن، وهذا لو تم تنفيذه فإنه يعني سيادة إسرائيلية كاملة على معظم وادي الأردن، ويجعل إسرائيل تطوق الدولة الجديدة بشكل فعال وتحدد من يدخل إليها ومن يغادرها، إذ لن يتبقى من الأراضي المحتلة سوى أرخبيل من الجزر المنفصلة من الأراضي وغير متصل بالعالم الخارجي، وزوال حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وهو قرار لو تم يعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وتقويضاً لكل الجهود السلمية، إذ لابد من حل الدولتين وفق القانون الدولي.

دول عديدة وكذلك منظمة الأمم المتحدة أعلنت عن شجبها واستنكارها لهذا القرار الذي اتخذته دولة إسرائيل، لكن هل هذه الاستنكارات وكذلك الشجب سيغير شيئاً من الواقع تجاه دولة صدرت بحقها مئات القرارات الدولية ولم تلتفت لها؟ لا اعتقد، فهي تدرك بأن العالم كله سيبقى متفرجاً ولن يردعها عن غيها أحد.

سكرتير عام الأمم المتحدة (غريس) عبر عن رفضه للتوجهات والنوايا الإسرائيلية بإعلان ضم المستوطنات أو أي جزء من الضفة الغربية، واعتبر أن قرار مثل هذا سيغلق الباب أمام المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويقضي على أفق حل الدولتين، وكذلك فعلت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما حذر الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي من سياسة الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية المحتلة واعتبرا أن ذلك سيقوض حل الدولتين ويغلق الباب أمام المفاوضات.. لكن ماهو الحل لدى منظمة التحرير؟! ليس أكثر مما أعلنه الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) وقف كل الاتفاقات مع إسرائيل بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية، وتعليق الاعتراف بها، فهل نعتبر بأن هذا إجراء رادع؟!

إن الموقف يحتاج إلى توحيد الشعب الفلسطيني ومعالجة كارثة الانقسام وحالة التشرذم بين الفصائل الفلسطينية وهي الخطوة الأولى التي يجب أن تسبق قرار المقاومة، ولقد رأينا كيف اعتذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي عن المشاركة في اجتماع القيادة في رام الله الذي كان سيناقش سبل الرد على الخطوة الإسرائيلية، وهذا التشرذم يساهم في اضعاف المقاومة الفلسطينية ويعطي إسرائيل الفرصة لتنفيذ مخططاتها العدوانية من دون مقاومة.. ردع إسرائيل يحتاج إلى روح فلسطينية كالروح التي كانت لدى الجزائريين الذين قاموا بطرد المستعمر بكل بسالة وفقدوا في سبيل ذلك مليون شهيد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store