Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

على دِيْن أبي ومذهب أمّي

A A
* في عصرنا اليوم هناك مَـن سَخّرُوا أوقاتهم، وجَيّشوا أصواتهم وأقلامهم لمطاردة نِيّات (عِبَاد الله)، والدخول في تفاصيلها، ورَجْمهم بالغيب عن طريق ما يسمى (بالتّصـنيف الفكري) الذي يأتي إجابة عن سؤالهم الدائم اللازم: ما تَوَجّه فُلان؟!

* أولئك سياستهم إن لم تكن معي فأنت ضِدّي، وعليه لابد من البحث عنك هنا وهناك، والغوص في التفسيرات والتأويلات، ورأيك في المسائل الفَرعِيّات، للطعن فيك حتى لو صل الأمر لتفْسِيْقِـك أو حتى تكفيرك، مع أن الأصل إحسان الظن بالمسلم حتى يثبت العكس!

* أحد الأصدقاء، سألني ماذا ستقول لأولئك لو بحثوا عن تصنيفك؟ فأجبته: باختصار سأردّد: (أنا على دِيْن أَبِي حفظه الله) الذي من وعَيْتُ وحتى واليوم وهو يرسم جَادة في طريقه إلى صلاة الجماعة ليل نهار، ودون أن يعرف تلك المَذاهِـب، وعلى (خُطى والدتي سلمها الله) التي عرفتها تصلي وتصوم، وتَذْكُر الله صباحَ مساءَ -كما أمرها-، دون أن تقع في مستنقع التصنيفات، ودوامة تلك التيارات المتقاتلة.

* (أنا لِيبْرَالي صَمِيْم) إذا كان (مفهوم الليبرالية) سيمنح الإنسان حرية التفكير والتعبير والنقد دون أن يتجاوز مُسَلّمَات وثوابت ديننا الإسلامي، ودون المساس بالوطن وقِيَم المجتمع!

* نعم (أنا شيوعِي واشتراكِي قُحّ) إذا كان (مُصْطَلحَا الشيوعية والاشتراكية) سينتصر حقيقة للفقراء والمحتاجين، وسيمنحهم العيش الكريم، وسيُحرّرهم من سيطرة وعبودية بعض الأغنياء، وهذا ما جاء فيه إسلامنا الذي فرض الزكاة، وحثّ على الصدقات؛ وكل ذلك دعماً لكل محتاج.

* (وأنا عِـلْماني) إذا كانت (العلمانية) ستمنع تَسلط مَن يتلبس بالدِّيْنَ مظهراً لا جوهَراً على البسطاء، وإلى التطرف سيدفعهم ليقتلوا الأبرياء، فأنا دائماً وأبداً مع مَن يقود الناس بسماحة الدِّين ومنهج محمد سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، ومَن اتبعه بإحسان من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم التابعين رحمهم الله أجمعين.

* ما أنا مؤمن به أن (الإسلام) واضح وبسيط، وحَاملٌ لكل خير، وأن الكثير من مُمَاحَكَات وصراعات التيارات الفكرية ماهي إلا تَرف فكري ومَطِيّة للمتسلقين، وطاقية إخفاء للذين ينشدون مصالحهم الشخصية تحت مظلة الدِّين!

* دُعَاة التصنيفات وصُنّاع التيارات الفكرية فقط يتصارعون، وللأتباع يتصيدون، وكل منهم يمزق ويحرق فِكْر وكتب الآخر، ويبحث له عن الزّلات؛ بينما هداية المجتمع، والدفاع عن قضاياه العادلة بعيدة عنهم، وخارج دائرة اهتماماتهم!

* أولئك استغلوا الإعلام ومواقع التواصل الحديثة لِبَثّ سمومهم، وتمزيق المجتمعات، فهذا نداء لكبار علمائنا الأجلاء لتوعية الناس بمخاطر أولئك، وقبل ذلك تبصير عامة الناس، ولاسيما الشباب بوسطية إسلامهم وسماحته، وعدالته في التعامل مع كل البشر، وأنه دِين يمنح الحياة لا المَوت.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store