Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ابنة جورج فلويد: والدي غير العالم!

A A
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر ابنة جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل إفريقي الذي قتل على يد شرطي أبيض، وهي بصدد الإشادة بوالدها.

وتظهر في الفيديو، جيانا فلويد (6 سنوات) وهي جالسة على كتفي لاعب كرة السلة المحترف السابق ستيفن جاكسون. ويمكن سماع جيانا وهي تقول مبتسمة: "والدي غيّر العالم"، ليردد جاكسون بعدها نفس العبارة، قبل أن يسألها مرة أخرى: "ما الذي فعله والدك؟"، فتجيب مجددا: "والدي غيّر العالم". وقال جاكسون، الذي كان صديقا لفلويد، إنه يخطط لتقديم الدعم المادي لجيانا. وأثار مقتل فلويد، عمره 46 عاما، موجة احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة، تخللتها أعمال عنف ونهب.

جونز يقف في وجه مخربين



من جهته، أعرب بطل اتحاد UFC للفنون القتالية المختلطة MMA ، جون حونز، عن استيائه من تحول الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد إلى عمليات تخريب وعبث بالممتلكات. ونشر المقاتل الأمريكي على صفحته الرسمية في "إنستغرام" شريط فيديو يظهر فيه وهو يتصدى لمحاولة شابين العبث بالممتلكات أثناء الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة. وقام جونز بمصادرة عبوات رش وأدوات تخريبية من الشابين المراهقين، وعلق على الفيديو: "هل هذا القرف لا يزال له علاقة بجورج فلويد؟". وتابع:"ما هذا بحق السماء أنتم تدمرون مدننا؟ بصفتي شابا أسود ، صدقني، أشعر بخيبة أمل أيضا، لكن هذه طريقة خاطئة للتعبير، فنحن نزيد الوضع سوءا بالفعل". وختم:"إذا كنت تحب مدينتك حقا، دافع عنها، يجب أن يطلب الأفراد الأكبر سنا من أبنائهم الصغار العودة إلى منازلهم الليلة". يذكر أن جونز البالغ 32 عاما يحمل حزام بطل اتحاد UFC الفنون القتالية المختلطة MMA للوزن الخفيف الثقيل، ودافع عن اللقب 8 مرات في غضون أربع سنوات، ويملك في رصيده 26 انتصارا مقابل هزيمة واحدة.

كما انضم نيمار، نجم باريس سان جيرمان، لحملة Black Out Tuesday التي دعا إليها عالم المثقفين ضد العنصرية بعد حادثة مقتل الأمريكي من أصل إفريقي ​جورج فلويد،​ على يد الشرطة الأمريكية. ونشر نيمار عبر حسابه الرسمي على موقع "إنستغرام" صورة متشحة بالسواد مرفقة بعبارة "حياة السود تهمنا". وأرفق نجم المنتخب البرازيلي المنشور بصورة ثانية لأحد وشومه مكتوب عليها كلمة "الإيمان".

التظاهرات متواصلة



تواصلت الاحتجاجات والتظاهرات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء رغم المواجهات مع الشرطة وتهديدات الرئيس دونالد ترامب المصمم على إعادة فرض النظام ملوحا باستخدام الجيش. وبعد تسعة أيام على مقتل جورج فلويد اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض أوقفه، تتواصل موجة الاحتجاجات التاريخية من غير أن تتراجع. وتحدى المتظاهرون في نيويورك وفي لوس أنجليس حظر التجول حتى وقت متأخر من الليل، مع تسجيل عدد أقل من أعمال النهب والتخريب من الليالي السابقة. وتظاهر ما لا يقل عن ستين ألف شخص بشكل سلمي الثلاثاء تكريما لذكرى جورج فلويد في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها في ولاية تكساس وحيث سيوارى الثرى الأسبوع المقبل. وقال رئيس بلدية المدينة سيلفستر تيرنر "نريد أن يعرفوا أن جورج لم يمت سدى".

وفي نيويورك، بعد تعرض العديد من المتاجر الفاخرة على الجادة الخامسة الشهيرة للنهب مساء الإثنين، تم تقديم ساعة بداية حظر التجول الليلي إلى الساعة 20,00 وتمديده حتى الأحد. وبعد تجاوز الوقت، استمر مئات المتظاهرين من السود والبيض على السواء بالاحتجاج سلميا هاتفين "جورج فلويد، جورج فلويد" و"حياة السود تهم" (بلاك لايفز ماتر). وقالت الممرضة السوداء تازيانا غوردن البالغة من العمر 29 عاما إن حظر التجول "أداة لمنع الناس من التظاهر وليس لاعتقال الذين يرتكبون جرائم". وكتب رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو في تغريدة على تويتر مساء "الوضع هادئ جدا"، مضيفا أن "حظر التجول مفيد بالتأكيد، لغاية الآن، وفق ما شاهدته في بروكلين ومانهاتن في الساعات الثلاث الماضية".

أما في مينيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، فكان الهدوء مخيما. وقالت روكسي واشنطن، والدة ابنة جورج فلويد التي تبلغ ستة أعوام، باكية "أريد العدالة من أجله لأنه كان طيبا، مهما ظن الناس، كان شخصا طيبا". وأعلنت ولاية مينيسوتا أولى الخطوات العملية استجابةً لطلبات المحتجين مع فتح تحقيق حول شرطة مينيابوليس. وسينظر التحقيق في احتمال حصول "ممارسات تمييزية منتظمة" على مدى السنوات العشر الماضية، وفق تغريدة كتبها الحاكم تيم والتز.

وفي لوس أنجليس، ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، في الوضعية التي ترمز منذ 2016 إلى التنديد بعنف الشرطة ضد السود، وتذكر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطا بركبته على عنقه لحوالى تسع دقائق. وفي المساء، تجمع المتظاهرون خارج مقر إقامته حيث تم توقيف نحو 200 شخص بعد رفضهم أوامر التفريق، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وفي واشنطن، تظاهر الآلاف وبينهم السناتورة الديموقراطية إليزابيث وارن بسلام إلى ما بعد بدء حظر التجول عند الساعة 19,00. وبث التلفزيون صورا اظهرت إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع، لكن الوضع بدا هادئًا بشكل عام. وقالت المتظاهرة جادا والاس (18 عاما) "تعبت من الشعور بالخوف من الشرطة وعدم نيل العدالة". واستخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين قرب البيت الأبيض، حتى يتمكن ترامب من التوجه مشيا إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب في اليوم السابق والتقاط صورة أمامها رافعا كتابا مقدسا، في خطوة ندد بها قادة روحيون من البروتستانت والكاثوليك باعتبارها عملية إعلانية "بغيضة أخلاقيا".

وانتشرت الاضطرابات منذ أسبوع إلى أن عمت أكثر من مئة مدينة أميركية، مترافقة مع آلاف التوقيفات وعدد من القتلى. وكرم ترامب مساء الثلاثاء شرطيا سابقا قتل في موقع كانت تجري فيه أعمال نهب في سانت لويس بولاية ميزوري. وكتب ترامب على تويتر أن العاصمة الأميركية حيث تم توقيف أكثر من 300 متظاهر مساء الإثنين "كان المكان الأكثر أمانا في العالم الليل الماضي"، ماضيا في الخط الذي اعتمده منذ بداية الأزمة إذ يطرح نفسه كرئيس "النظام والقانون". ومساء الإثنين، أعلن ترامب أنه أمر بنشر "آلاف الجنود المدججين بالسلاح" والشرطيين في واشنطن لوقف "أعمال الشغب والنهب". كما دعا حكام الولايات إلى "السيطرة على الشوارع"، مهددا في حال عدم حدوث ذلك بإرسال الجيش.

"خطيئة العنصرية"

اعتبر البابا فرنسيس الأربعاء أن أي شكل من أشكال العنصرية "غير مقبول"، معلقا على مقتل جورج فلويد، منددا في الوقت نفسه بأعمال العنف خلال التظاهرات التي تلت. ودعا إلى "الصلاة لراحة نفس جورج فلويد ولكل الذين قضوا بسبب خطيئة العنصرية". كما واجهت الولايات المتحدة انتقادات غير معتادة من حلفائها، من بينهم ألمانيا وبريطانيا وأستراليا. وفي مواجهة الاحتجاجات الجارية في ظل تفشي وباء كوفيد-19 الذي زاد من حدة التباين الاجتماعي والعرقي، بقي ترامب حتى الآن صامتا حيال المشكلات التي يشكو منها المتظاهرون.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store