Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

المساجد: أفراح الروح والزاد المفتوح

A A
كما الأرض تظمأ وتظهر عليها معالم الجفاف وتيبس حبات تربتها وتتشقق ويدركها الحزن وتلحقها الكآبة بسبب عدم سقيها أو نزول المطر عليها كذلك الروح يلحقها الجفاف وتتيبس تلافيفها ويدركها الحزن والكآبة وتلحقها الأمراض إن هي بعدت عن مصدرها، عن ربها عن تغذيتها.. إن من أهم مصادر الروح التغذوية العبادات ورأس العبادات وعمودها الفقري «الصلاة»، لانها تمثل أكبر مصدر طاقة مغذي للروح والمساجد هي منصاتها -أي منصات تغذية الروح- ومواقع شحنها.

وصدق الشاعر محمد إقبال عندما قال:

بنيت في الأرض مساجدنا والبيت الأول كعبتنا

هو أول بيت نحفظه بحياة الروح ويحفظنا

لقد عشنا وشفنا كم تاقت أرواح الناس للمساجد أيام الحظر وكم أصيبت في البعد عنها أنفس بالاشتياق إليها ففيها حياة الروح وهي زاد مفتوح لكل روح وكما الأجسام ينتابها المرض بنقص عناصر تغذيتها وكذلك الروح تصاب في كبدها إن هي جفت منابعها وقلت عناصرها.

كنت من أوائل من دعا وكتب بتجنيب المساجد مرضى الإنفلونزا بمقالة يمكن العودة إليها بعنوان «الإنفلونزا والمساجد» قبل أن يكون هناك كورونا وذكرت فيها أن على مريض الإنفولونزا أو من عليه بوادر إنفلونزا أن يتقي الله ولا يحضر للمسجد مستندًا في ذلك على أحاديث نبوية صحيحة ولان جائحة كورونا كوفيد ١٩ يتصف فيروسها بأنه سريع الانتشار كان التوجيه تعليق الصلاة في المساجد وهو رأي سديد والآن وقد اتضحت معالم جديدة لحضور المساجد وكانت التوجيهات بالعودة إليها مع الأخذ في الاعتبار تطبيق شروط عودة أي مسجد تتمثل في الشروط الوقائية والصحية، قبل ذلك أود أن أنوه إلى أن رسالة المسجد الأولى قبل الصلاة هي النظافة والتطهر كما قال تعالى (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين) فأساس المسجد من أول يوم تقام فيه الصلاة هو العناية الشخصية والمكانية في أمر الصحة العامة الأساسية بهدف حفظ النفوس والأجسام من الأمراض ولفيروس كورونا بعد الله الفضل في مزيد الاعتناء بالمساجد وتعقيمها وتنظيفها والاهتمام بها.

إن الوضوء لكل صلاة يحقق جزءًا كبيرًا من المطلوب للنظافة التي تساعد على إقصاء الفيروس والتباعد الجسدي والكمامة وعدم المصافحة، كل ذلك بإذن الله يحمي من وصول الفيروس.

إن قرار عودة المساجد بشروط قرار موفق ومنطقي وفقت إليه الدولة وله عوائد نفعية كبيرة على النفس وتخفيف حمولة عبء الوصول إلى مرحلة الاكتئاب والعزلة للناس وهو مما أصاب بعض المجتمعات في العالم جراء الحظر الكامل أو الجزئي ومما بدأ ظهور ملامح له في مجتمعنا لبعض الناس الذين ألفوا المساجد، ولضبط ومعالجة الوقت أثناء الحظر وفقت الوزارة في إعطاء كل فرض من فروض الصلاة نصف ساعة ما قبل (١٠ دقائق) وأثناء (١٠ دقائق) وبعد الصلاة (١٠ دقائق) ولا أظن أن لبس القفازات في المساجد شيء عملي، كما أنه يخشى من سوء استخدامه ورميه في الشوارع فيكون ضرره أكبر من نفعه والأهم منه هو غسل اليدين بالماء والصابون عند العودة للبيت وهناك دعاية من بعض مصانع البلاستيك لاستخدام السجادة البلاستيكية ورميها وهذه دعاية تستهدف جيوب الناس وتعمل على التلوث البيئي فيجب منعها ويكفي استخدام السجادة العادية الشخصية. 

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store