Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

بسمة للموت!

A A
تلقيت رسالة من الابن عبدالعزيز الرويلي (أمي تطلبك الحل).. تواصلت معه كان صوته حزينًا باكيًا على فقدان الأم المناضلة الحنونة، قال لي بصوت منخفض، «كانت تحبك، وتحترمك، وتتابع حروفك»، أخذت نفسًا عميقًا.. صمتت لبرهة لأستوعب ما يقول إذًا ماتت (بسمة محمود مدنى)، وكان اللقاء بها قبل شهور، كان الوداع الأخير بيني وبينها، عندما التقينا في عرس عروسنا نورة، لم أكن أتخيل أنها أيامها الأخيرة معي، هاهي تغادر دنيانا إلى عالم أكثر تسامحاً، لكن لماذا الاستعجال يا بسمتي؟ وماذا أقول عن غيابك المفاجئ هذا، أما انتظرت (يا بسمة) حتى يزيح الله هذه الجائحة، فأودع بك ذكرياتنا وأيامنا؟
ألم نتعاهد على كتابة قصة مشتركة لكفاحنا، لكن كما عرفتك دائمًا تستعجلين أحلامك، لا أحد يصدق أن (بسمة) المسالمة الهادئة المبدعة في العمل، قد ذهبت دون سلام ولا تحية ولا كلمة وداع، سأنتظرك في زيارتي للجوف لتستقبليني في مطاره، وسأعرف كل شيء منك، وأنك مازلت تقرئين وتكتبين وتسعين في الخير لجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية، وأن بيتك الحالي الذي انتقلت إليه أفضل حالاً مما كنت فيه، سأعرف كل ذلك، ولكن لا أريد أن أعرف أنك غادرت وإلى الأبد، واليوم لسوء الحظ أن هذا الوباء حال بيني وبين وداعك، الزمن والكورونا والظروف تحالفوا عليّ، وكانوا لي بالمرصاد، ولم يشفع لي ذلك بالوقوف في حضرتك لوداعك (يا بسمة)، وداعاً يا حبيبة الجوف وأهلها، أحتاج إلى وقت طويل حتى أصدق أنني لن أجدك في زياراتي القادمة للجوف والرياض، لن أجلس هادئة ممتلئة بك بانتظار رسالتك أو تعليقك على أحد مقالاتي في توتير، نعم ترحلين عنا لكننا سندرك دائمًا دائمًا أن بسمة لن تموت في حياتنا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store