Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

مسحات على الطريق!

إضاءة

A A
الفرق بين التجول بالسيارة في الأوقات المسموح بها، عنه في أوقات الحظر، أن عينك في الحالة الأولى ستقع لا محالة على كم هائل من السلوكيات التي ما كان لها أن تستمر في زمن كورونا.. إنها النماذج الصارخة للمخالفة بل للانحراف!

أما إذا قدر لك أن تتجول بالسيارة بتصريح في أوقات الحظر، فستقع عينك بالتأكيد على أشجار للعطاء، وأخرى للتطوع، وثالثة للمبادرة، ورابعة للتبرع! إنها النفوس التواقة للخير والنفع والحسنى وزيادة.

هذه حارة الاستقامة والطيبة، وبجوارها على طريق المدينة - جدة حارة أخرى لتوصيل الطعام والدواء للبيوت.. إنها حارة الإحسان أخرى بعيدًا عن مسألة التجارة!

لقد بات من الواضح أن الإحسان الأخلاقي هو القيام بالواجب على وجه الاتقان، مع بذل الجهد نحو «الاستكمال».

فاذا كانت الحارة الأولى هي حارة «الإنعام» بكسر الألف، فإن الحارة الثانية هي بشكل أو بآخر حارة «الإحسان»، وأنا أمضي بين الحارتين، كل يوم أرصد الصفات السلبية والإيجابية، ليس على طريقة «المسحات» وقاكم الله منها، وإنما على طريق الأخلاق!

لقد ثبت لي أن المنهج الذي ينبغي أن يسود هذه الأيام في كل مكان من العالم، هو منهج الأخلاق، مع الاحترام التام لمنهج القانون.. لقد تم وضع الأخير في الحقيقة لردع كل من لا يلتزم بالصفات الأخلاقية!

إنها تلك الصفات التي لا تتغير ولا تتبدل، بفعل الأيام، حيث الالتزام الذاتي على الدوام، بقيم الاستقامة والنبل والطيبة والتضحية والشهامة، أثناء كورونا.. وبعدها.. اللهم عجل بنهايتها!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store