الدكتور محمود الدوعان أستاذ الجغرافيا الطبيعية والبيئة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز عمل وكيلا للكلية للشؤون التعليمية في الفترة، التي كنت أنا فيها عميدًا لشؤون الطلاب، ومن خلال احتكاكي به ومعرفتي الشخصية له فإنه كان يتسم بصفة الهدوء والاتزان إلى أبعد الحدود حتى ابتسامته عندما يستقبلك بها تكون هادئة، تتشنف أذنه لك عندما تحدثه ولا يبتعد عنك ذهنه كثيرًا، كما أن إنصاته لك يكون دقيقًا عندما تطلبه في موضوع، بل حتى في طرحه في مقالاته في صحيفة (المدينة) هادئًا مثل هدوء نفسه، لا يذهب بك بعيدًا ولا طريقًا ملتويًا كي تفهم ما يريد، ولعل طبيعة تخصصه أوغلت في داخله أن يكون جغرافيًا فيما يريد ويطرح.
قرأت آخر مقال له كان يوم الجمعة قبل الماضي وكل عهدي به أنه في صحة وعافية وإذا باتصال من الأستاذ مأمون بنجر صاحب العلاقات الواسعة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وفِي الجامعة، ينعي الدكتور محمود، وكونه أي الأستاذ مأمون في كلية الآداب ومحاميها الأول وممن خبر أهلها وقياداتها فقد أثنى عليه ثناءً عطرًا وحدثني أنه مما ينبغى أن يذكر بخير وأن يكون له ذكرًا في الآخرين فكانت هذه المقالة المختصرة، فقد عاشرت الدكتور محمود زميلاً في سكن الجامعة ردحًا من الزمان ليس بالقصير، فقد كان رحمه الله من أهل المسجد والمحافظين على الصلاة، وقد جمعتني به بعض اللجان عندما كنت عميدًا لشؤون الطلاب، وأكثر ما كان من أمور الطلاب هو بعض ما يقوم به بعضهم من أمور تتسبب في عرض موضوعهم على اللجنة الخاصة بالتأديب، وقد كانت له مواقف أبوية كلها وعي واتزان لا يجنح فيها للشدة أبدًا إلا ما كان منها يحتاج لذلك وآخر العلاج الكي كما في المثل.
حصل - رحمه الله- على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ حياته الجامعية بعد تخرجه عام ١٩٨٨ كأستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك ووفقًا لتخصصه فقد كان رئيسًا لقسم المياه السطحية في مركز أبحاث المياه في الجامعة، وكانت مساهماته في تخصصه متميزة وله العديد من البحوث العلمية، كما أشرف على العديد من الرسائل الجامعية - رحمه الله رحمة واسعة- وعزاؤنا للجامعة فيه ولأسرته خاصة لأخيه الدكتور حامد الدوعان وجميع ذريته وأبنائه بدر وأحمد وجميع أقاربه و»إنا لله وإنا إليه راجعون».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
