Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

جامعات الناس!!

بانوراما

A A
بسبب جائحة كورونا التي غزت العالم كله فإن المطاعم أفلست والفنادق أقفلت وشركات الطيران خسرت، وفقد الكثير من الناس أعمالهم.. الجامعات والمؤسسات التعليمية هي الأخرى تعاني من الإفلاس خاصة الأهلية منها لاعتمادها بشكل كبير على الرسوم الطلابية.. كثير من الناس لا يدركون ذلك، فالجامعات مشروع تجاري، عليهم أن يدفعوا للأساتذة والمساحات والمباني، الأمر يكلف الملايين من الريالات.. والآن بسبب الوباء، لا يوجد طلاب في الحرم الجامعي ولا زيادة في الإيرادات، لهذا السبب مئات من الجامعات سوف تغلق أبوابها للأبد، حتى أغنى الجامعات في العالم من أمثال هارفرد وستانفورد وكمبردج وأكسفورد ستتأثر وستدخل في الدَّين وكل هذا منطقي!.
الطلاب لا يستطيعون أن يدفعوا ما يقارب 60 ألف ريال في السنة فقط للحضور على برنامج زووم والحصول على التعليم، إنه نفس الشيء للعائلات التي خسرت عملها لا يستطيعون تحمل تكاليف دراسة أبنائهم الجامعية.. إذاً لا مزيد من الطلاب، لا مزيد من الإيرادات، الكثير من النفقات والنتيجة الإفلاس.. في كل مرة واجهتنا مأساة، كان البشر قادرين على النجاة منها، تم اختراع الانترنت بسبب الحرب، والهبوط على القمر كان بسبب الحرب وحتى صنع الأسلحة غير التقليدية كان بسبب الحرب.. والآن في وسط هذه الجائحة (الحرب الوبائية)، سوف يتم إصلاح التعليم لا محالة، نعم الجامعات القديمة ذات الحرم الجامعي الجميل والمنشآت الضخمة والرسوم العالية سوف تكون من الماضي.. بالتأكيد سوف نرى نوعاً جديداً من الجامعات الذي هو أرخص بكثير وأكثر فعالية وأقل ميزانية وسوف نسميه أكاديميات أو معاهد.. فعلى سبيل المثال، إذا أردت أن تكون ممرضاً سوف تذهب الى اكاديمية التمريض، وإذا أردت أن تكون مهندساً سوف تذهب الى اكاديمية البرمجة، وعند الرغبة في دراسة الاقتصاد فما عليك الا الذهاب لمعهد الاقتصاد وهكذا.. سوف يكلفون فقط 10% من تكاليف الدراسة العادية تقريباً والعديد منهم سوف يكون تعليمهم عن بعد.. إنها «جامعات الناس» university of people، كما يطلق عليها في الغرب حالياً، حيث الرسوم شبه المجانية مع تعليم جيد وفرص عمل ممتازة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store