Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

العقوبات وتهيئة المستشفيات هما الحل!

A A
يتحمس بعض الناس عاديين ومسؤولين عندما ترتفع أرقام الإصابات أو الحالات الحرجة أو الوفاة لفيروس كورونا كوفيد ١٩، يتحمسون وينادون بالعودة لفرض الحظر الكلي، وفِي اعتقادي أن هذا ليس حلاً مقنعًا إلا في حالة الطوارئ، لكن عندما يتحول الموضوع إلى حالة مزمنة أي مستمرة فيستلزم الأمر البحث عن طرق وسبل أخرى لان فكرة الحظر الكلي بالذات تقوم على الفرض المؤقت الذي ينبغي ألا يتجاوز أيام قليلة مثله في ذلك مثل بعض العلاجات والأدوية المقننة بالجرعة المحددة والزيادة فيها ضرر على الإنسان كما أن هناك طرق بديلة كثيرة للحل تجمع بين التعايش مع الفيروس واستمرار الحياة الطبيعية مثل تقنين أوقات الحياة والتخلص من الأوقات الضارة فيها، وقد وضحت ذلك في مقال سابق بعنوان «الساعة التاسعة نظام حياة جديد» بالاضافة إلى تقنين الاحتياجات العملية للحياة فليس حلاً بديلاً عن التعليم باستمرار التعليم عن بعد أو ما يعرف بالافتراضي خاصة منه العلوم الهندسية والطبية والكليات التي فيها معامل وتجارب، وقد وضحت في مقال سابق أن التعليم عن بعد (التعليم الافتراضي) نائب فاعل ويحل محل التعليم النظامي مؤقت لانه نائب فاعل وليس فاعل.

لقد اتخذت الدولة -يحفظها الله- تدابير من بداية الأزمة ناجحة وفاعلة وعالمية وقد أشرت إلى ذلك في مقالات سابقة لكننا اليوم في اعتقادي أن الوضع بحاجة إلى شيئين أساسين أولهما مواجهة المستهترين بالأمور الصحية الاحترازية بعقوبات صارمة، وثانيهما استحداث وتهيئة مستشفيات مؤقتة للعناية المركزة، وهذا ما جعل الجهات الرسمية خاصة المدن الكبيرة والمكتظة بالسكان مثل مدينة جدة التي أصلا كانت تعاني من الاحتياج للمزيد من المستشفيات قبل أزمة كورونا جعلها تعود للحظر الجزئي لان الحالات الحرجة ارتفعت وقلة وحدات العناية المركزة الكافية كذلك، فكانت النتائج سلبية بعكس المدينة المنورة فقد نجحت في مواجهة كثرة الحالات وتفشيها بالمستشفيات الميدانية وانعكس ذلك على النتائج وانخفض العدد كثيرًا.

إن الموضوع ليس سهلا وليس فيه تهويل كما يظن البعض إنما حقيقة وبائية، لقد اتخذت الصين في مواجهة فيروس كورونا كوفيد ١٩ بهذين المبدأين: (١) تهيئة المستشفيات حيث تم إنشاء ١١ مستشفى في واهان خلال أسبوعين (٢) عقوبات صارمة على المخالفين والمستهترين وأخذت بنفس المبدأ كل من تايوان وايسلندا ونيوزلندا فانحصر الداء وتقلص انتشار الوباء بينما قصرت في ذلك الدول الأوروبية وأمريكا فكان من الأمر ما كان، لذلك اقترح على الوزارة أن تهيء في المناطق التي لا تزال تعاني أو يتوقع من أنها سوف تعاني من انتشار الفيروس أن تبادر وبشيء من الاستعجال إلى إنشاء وحدات للعناية المركزة ميدانية كافية تحسبًا لا قدر الله لو زادت الحالات الحرجة وحفاظًا على الأراوح في الوقت الذي يجب أن يساعد فيه الناس وأفراد المجتمع الوزارة على الالتزام بالتوجيهات الاحترازية التي تذكرنا فيها الجهات الرسمية دائمًا ومن لم يلتزم فان العقوبات في حقه يجب أن تكون صارمة لان في ذلك مصلحة صحية وطنية عامة.. حفظنا الله واياكم من كل شر ورفع عنا هذا البلاء والداء إنه على كل شيء قدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store