Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

«كورونا» ومقتل «فلويد» هل يقضيان على طموحات «ترامب» نحو الرئاسة؟!

A A
منذ أشهر مضت لا شيء يشغل الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) ومعاونوه أكثر من الانتخابات المقبلة، ومعرفة منافسه الديموقراطي الذي سيخوض معه معركة الرئاسة، وما كانت نتائج الاستطلاعات التي تظهر بين الحين والآخر تدعو للتشاؤم ولكنها كانت مثيرة للقلق، بعضها أكد على تراجع شعبية (ترامب) لفشله في تولي أزمات الأخلاق والصحة العامة التي تجهد البلاد.. اليوم تواجه إدارة (ترامب) الكثير من التحديات التي قد تؤثر على نتائج الانتخابات المقبلة، منها على سبيل المثال ما استجد، كجائحة (كورونا)، إذ واجهت الكثير من الانتقادات بسبب طريقة تعاملها مع انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، وكان الرئيس الأمريكي السابق (أوباما) أول المنتقدين حيث قال (بأن الوباء أظهر أن بعض المسئولين لم يحاولوا حتى التظاهر بأنهم مسئولون)، واصفًا الوضع بأنه فوضى كارثية، ويكشف إخفاقات القيادة السياسية في البلاد، والأخرى، بل والأقوى، مقتل (جورج فلويد) خنقًا تحت ركبة شرطي أبيض، حيث أشعل مقتله مظاهرات واسعة في الولايات المتحدة والعالم، وفجر موجة احتجاجات على مستوى البلاد وصلت إلى أعتاب البيت الأبيض، وهذه الحادثة لوحدها قد تغير الموازين، وتجعل من (بايدن) الذي ضمن فوزه في الترشيح للرئاسة لتمثيل الحزب الديموقراطي الأقرب في الفوز بمنصب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، ذلك لأن من الطبيعي أن تواجه إدارة ترامب تحديات عالية في مساعيها لاستقطاب الناخب الأمريكي، إذ لم تشهد الولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٢ أعمال شغب كالتي حدثت في (لوس أنجلوس) بعد تبرئة أربعة رجال شرطة اتهموا بالإساءة لرجل أسود (هروندي كنغ)، إلا أن مقتل (جورج فلويد) قد قضى على كل شيء وعلى كل أمل، فالتظاهرات تعدت حدود الولايات المتحدة ووصلت إلى دول أوروبا وأمريكا الجنوبية، حتى أن المتظاهرين في مدينة (بريستول) الإنجليزية أسقطوا تمثالا لتاجر رقيق بارز عاش في القرن السابع عشر يدعى (إدوارد كولستون).

كل المظاهرات التي خرجت سواء في الولايات المتحدة أو غيرها كانت ضد العنصرية، وفي الولايات المتحدة يقال بأن الديمقراطيون يدافعون عن كافة أشكال الأقليات، فيما الجمهوريون يناصرون النزعة المحافظة التقليدية البيضاء.

حراب عدة سيواجهها الرئيس (ترامب) عند خوضه الانتخابات المقبلة قد تساهم بشكل أو بآخر في هزيمته، أولها الإعلام الأمريكي الذي لم يتصادق معه طوال فترة رئاسته، وثانيها جائحة (كورونا)، ومقتل (جورج فلويد)، وتأثير انتقاد الرموز له، وعلى رأس أولئك الرئيس السابق (أوباما) الذي شارك المتظاهرين في الشوارع،وحثهم على الشعور بالأمل حتى عندما يشعرون بالغضب، لأنه يشعر بأن التغيير قادم، إضافة إلى الهجوم اللاذع الذي شنه وزير الدفاع السابق (ماتيس) وقال فيه: (بأن البلاد تشهد تداعيات ثلاث سنوات بين قيادة غير ناضجة).

قد تكون آثار جائحة (كورونا) ومن ثم مقتل (جورج فلويد) بالنسبة للرئيس ترامب القشة التي قصمت ظهر البعير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store