Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جولة في حديقة الإحساس

جولة في حديقة الإحساس

يوميات صحفي متجول.. بتصريح!

A A
في كل مرة أمضي في المساء، ألمح تحت الأشجار الكثيفة في الشوارع المحيطة بمسكني زوجين، أو صديقين، أو رياضيين، يمارسون رياضة المشي، وكثيرًا ما أجد أشخاصًا فرادى، يمشون وهم يرفعون رؤوسهم نحو السماء داعين الله أن يزيح عن البشرية هذا البلاء.

الكبار منهم والصغار، يتذكرون أو يروون ما حدث لبعض الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران أو الزملاء، ويدعون لهم بالرحمة أو الشفاء، وهم يحمدون الله على نجاتهم من هذا الألم، وتذكير بعضهم البعض بما هم فيه من نعم.

شيئا فشيئا تتحول أماكن ممارسة المشي الى حديقة، أشجارها وريقة، تسجل الحقيقة.. والحقيقية أنها تتحول الي حديقة للإحساس الجميل بالنفس الضعيفة، وبآلام الآخرين.. أبدل ملابسي بأخرى رياضية وأمضي معهم أو خلفهم طامعًا في ثمارها.. ثمار تلك الحديقة، المليئة بالرضا والطمأنينة، وبالشعور بالذنب والخجل والندم!

نعود من الحديقة، وقد أصابتنا جميعًا بحساسية أخلاقية تظهر على الجسد من الخارج، في شكل ألفة وتسامح وصفح وتصافح وأدعية، وتظهر عليه من الداخل في شكل استسلام لقضاء الله، وإحساس بالأمان والاطمئنان للقادم المجهول.

ومن الواضح على هذا النحو، وبفعل حدائق الإحساس التي باتت تملأ الشوارع وصفحات الانترنت المختلفة أن ثمة ارتفاع في الحس الأخلاقي، يعبر عن نفسه في كتابات وقصص متنوعة، وفي الحس الإنساني، حيث السؤال عن الحال في البلاد المتعددة، وفي الحس الديني، حيث الشعور بالذنب، وتمني العودة، وحيث التقوى ها هنا.. «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبيع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله اخوانا..... التقوى ها هنا» وأشار صلى الله عليه وسلم الى صدره ثلاث مرات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store