Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

السعودية.. رائدة العمل الإنساني

A A
منذ بدء جائحة كورونا في مطلع 2020م تخوض الدولة السعودية تحديات جمة في مواجهة الوباء على المستوى المحلي والدولي وتثبت كل يوم أنها الدولة العظمى في اهتمامها بالإنسان؛ فعلى المستوى المحلي اتخذت حزم من القرارات الاقتصادية منها على سبيل المثال دفع 60% من رواتب موظفي القطاع الخاص، وتخصيص 70 مليار ريال لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، و80 مليار ريال لقطاع الأعمال والشركات لاستمرار السلاسل الاقتصادية.. هذا فضلا عن التكاليف الصحية لمعالجة المواطنين والمقيمين ومخالفي الإقامة.

وأما على المستوى الدولي فها هي تقود دول مجموعة العشرين G20 في لقاءات افتراضية للمساعدة في دعم الدول النامية والفقيرة في مواجهة الجائحة؛ ففي مارس تم الاجتماع ورشح عنه جمع 8 مليارات دولار، وفي 6/6/2020م تعهدت مجموعة العشرين بأكثر من 20 مليار دولار لمكافحة الفيروس وتمويل الصحة العالمية، وأنه سيتم تخصيص المساهمات للأدوات التشخيصية، واللقاحات، والعلاجات، وأعمال البحث والتطوير؛ فقدمت السعودية 500 مليون دولار لدعم الجهود العالمية لمكافحة الفيروس.. وجاء مؤتمر المانحين لليمن الذي عقدته المملكة افتراضياً في 2/6/2020م لدعم اليمن وما تواجهه من كارثة إنسانية صحية واقتصادية هو أكبر دليل على أن السعودية تتحمل مسؤولياتها في القيادة الدولية.. وبلغت التعهدات المالية (1,350 مليار دولار) وقد قدمت السعودية 500 مليون دولار لدعم الخطة وهو أعلى مبلغ قدم من المانحين.

هذا الدعم الدولي من السعودية سواء من كوارث طبيعية أو حروب أو أزمات صحية أو غيرها هو سياسة ثابتة في نظام الدولة مما استدعى قيام (منصة للمساعدات السعودية) فقد أصبح لزامًا أن تكون هناك آلية فعالة لجمع وتنسيق وتوثيق احصاءات بما يبرز حجم ونوع المساعدات التي تقدمها الدولة للدول المحتاجة وشعوبها؛ فقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المنصة لتسجيل الجهات السعودية المانحة حيث بلغت إجمالي المساعدات (64.175 مليار) ريال وقد صممه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بناء على المعايير الدولية في التسجيل والتوثيق المعتمدة لدى الأمم المتحدة. بل توجد منصة خاصة باللاجئين والنازحين لتسليط الضوء على نوع وحجم المساعدات المقدمة لهم.. حيث بلغت المساعدات (51.5 مليار ريال) ولعل أكثر الدول تلقيًا للمساعدات السعودية هي: اليمن حيث بلغت المساعدات (16.92 مليار دولار) ثم سوريا بمبلغ (6.16 مليار دولار) ومصر بـ(2.26 مليار دولار).

وهناك مشروعات إغاثية متنوعة ومنها على سبيل المثال إقامة (مخبز الأمل الخيري) من مركز الملك سلمان للإغاثة في لبنان وتستفيد منه 3000 أسرة، كما تم توزيع 760 كرتوناً من التمور في أفغانستان استفاد منها 4560 فرداً. وقدمت الخدمات العلاجية لـ6571 لاجئاً سوريا في مخيم الزعتري خلال مايو الماضي.. هذا غيض من فيض مما قدمته السعودية خلال الجائحة.

ولكن الجذور الاغاثية تثبت أن الدولة ومنذ قيامها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه الكرام تتبنى الاغاثة العالمية للدول والشعوب المنكوبة والفقيرة فمن زلازل باكستان، وطوفان بنغلاديش، ودمار الحرب للبوسنة والهرسك، ثم إلى السودان وتشاد والصومال في حفر الآبار، وبناء السدود وإقامة مشروعات تنموية وتعليمية. بل مساندة القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948م وحتى الآن سياسياً، واقتصاديًا، واجتماعيًا، ودفع رواتب لموظفي السلطة وغيرها من المساعدات الانسانية. بل مساعدة الشعب الجزائري في التحرر من الاستعمار الفرنسي وارسال البعثات التعليمية لها لتعليم اللغة العربية. نعم التاريخ يسجل بأمانة كل ما تقوم به الدولة بحكمة وحنكة واتزان مما يجعل ذلك رداً قاسيًا على الحملات المسعورة ضدها وضد نظامها وعقيدتها، مما يجعل العقلاء يدركون مدى التزييف للتاريخ والأكاذيب ويقرون إن كل ما تقوم به تلك الحملات هباءً منثورًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store