Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«الصحة» أهم من استدعاء الشورى

A A
كتب الزميل العزيز الأستاذ خالد السليمان مقالا في صحيفة عكاظ بعنوان «لماذا لا يستدعي الشورى وزير الصحة»، الأستاذ خالد كما هو معروف جميل في كثير مما يطرحه من مقالات إلا أنني أظن أن طرحه لهذا الموضوع لم يوفق فيه لا عنوانًا ولا طلبًا لانه على الأقل ليس وقته كما يقولون كما أنه -أي طلبه- لا معنى له لانه يأتي في عز الأزمة والوزارة والوزير والكوادر مشغلون بما هو أهم، مشغولون بصحة الإنسان، مشغلون بالرقم المتزايد من الإصابات، ومتابعة الحالات الحرجة وانقاذ ما يمكن انقاذه من الأرواح، وكنت اتمنى أن يكون طلب الاستدعاء من الشورى للوزير قبل نزول وباء كورونا والمطالبة بتطوير وزارة الصحة من سنوات وهذا ما نتفق عليه جميعًا ومع أن وضع الوزارة تحسن في عهد وزيرها الجديد إلا أن الوضع يحتاج للتحسين أكثر وأكثر، وهذا ما كان يجب أن يقوم به مجلس الشورى منذ زمن بعيد لكن الآن في حرارة الأزمة يتم استدعاء من هو في الميدان يعتبر ضرب من تضييع الوقت والتفريط في المهمة التي يجب أن تكون لها الأولوية دون الحاجة للاستدعاء لعدة أمور منها:

* أولا أريد أن أوضح أن المقصود بالعنوان ان صحة المواطنين والمقيمين أهم من استدعاء الشورى لمعالي الوزير.

* عند نزول الأزمات التي بحجم أزمة كورونا العالمية تحتاج الأمور الى جهد ميداني، وهذا ما قامت به الصحة ورجالاتها ونساءها خاصة الممارسين الصحيين والأطباء حتى ان بعضهم ضحى بنفسه من أجل صحة الآخرين وهذا هو المطلوب أولا وأخيرًا وليس الاستدعاء.

* ان معالي وزير الصحة كان يحيط المجتمع السعودي أول بأول وبكل شفافية بمستجدات فيروس كورونا كوفيد ١٩ وما يجب اتخاذه بصدد الأزمة بالاضافة الى جهات حكومية أخرى مثل وزارة الداخلية ووزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء كلها تعمل يدًا واحدة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

* ان مناقشة الأمور في مجلس الشورى إنما هي على النفس الطويل والأخذ والعطاء وتعدد وجهات النظر والتحليلات والجلسات بما لا يتفق مع طبيعة الحدث.

* كما ذكرت ياعزيزي في مقالك ان لمجلس الشورى محدودية وصلاحيات ومهام ذات طبيعة معينة فماذا عله يقدم من حلول تنفيذية لتلاحق الوباء وتقضي عليه؟!

* ان كل دول العالم اتخذت اجراءات تنفيذية لمواجهة كورونا ووقفت كل دولة في وجه الوباء وفق اجراءات تنفيذية ولَم نسمع ان برلمانات استدعت وزيرًا واحدًا لمناقشته إنما باشرت حكومات الدول باتخاذ اجراءات للوقوف في وجه الأزمة وهذا ما قامت به دولتنا حفظها الله بل وفقت أيما توفيق وقد وضحت في مقال سابق نجاحنا في ذلك بعنوان «السعودية وعالمية النجاح».

* ان شغل رأس الهرم وزير الصحة بالنقاشات قد يكون سببًا في تعثر المتابعة وكما يقولون المشغول لا يشغل فكم جلسة وكم رد وكم أخذ وعطاء وكم وكم كل ذلك من أجل ماذا؟ وهل سيبنى عليه خطوات تنفيذية لمواجهة الحدث.

* كان ممكن أن تطلب ياعزيزي أن يستدعى الوزير قبل ظهور الأزمة لمعرفة أحوال وأوضاع المستشفيات في المناطق وتقديم الاحتياجات للمواطنين من عيادات وأماكن للعمليات والنقص الحاد في عدد السرر أو مناقشته في المستشفيات الخاصة وتسعيرتها النارية وأظنك فعلت.

* ان الجهة المختصة في مجلس الشورى (اللجنة الصحية) لابد أنها على دراية بوضع النازلة والخطوات المتخذة في ذلك وتعطي المجلس التقارير أول بأول وهذا ما ذكره لكم أحد أعضاء مجلس الشورى من أن متابعة الوضع تتم عن طريق لجنة متخصصة.

* أوافقك الرأي أنه كان يجب أن يكون للمجلس تحركًا ايجابيًا ودورًا هامًا في تقييم بعض الأجهزة الحكومية والقرارات الاقتصادية ومدى تأثرها بالأزمة وصناعة حلول لها.

في رأيي ان استدعاء وزير الصحة كما تقول: «للمثول أمام المجلس وتقديم شرح واف وشفاف عن كل ما يتعلق بجائحة كوفيد ١٩وتفاصيل الأعمال التي تقوم بها الوزارة لمواجهته وتقييم نتائجها» اشغال لشيء مهم عن شيء أهم لكن كان بالامكان مطالبة المجلس باستدعاء أمور ذات علاقة بالأزمة مثل جهات البحوث العلمية كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والبحث العلمي في الجامعات وهيئة الغذاء والدواء ومناقشتها في كل ما يخص أزمة كورونا.. الله اسأل رب العرش العظيم أن يرفعه عنا وعن أهل الأرض كافة، انه على كل شيء قدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store