Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

رسالة كورونا.. لأهل الأرض

A A
لم تكن جائحة كورونا التي شلت الأرض واجتاحت كل مفاصلها أن تمر دون أن تعلمنا بعض العبر، فذلك الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة يحمل من القوة ما أنهكت الجميع، لقد خرج هذا الفيروس من هناك، من تلك المدينة التي تسمى ووهان ودخل بكل شراسة للعالم دون استثناء بكل سمومه وتربع بتفاصيل حياة البشر، ذلك الفيروس الذي عطل الحياة وشل اقتصاد العالم فتوقف كل شيء بمشهد مهيب ومرعب لم تر الأرض له مثيلًا.

وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل وعظمته وكأنها رسالة السماء.. نعم رسالة لتخبرنا بأن هذا الفيروس جعلنا نقضي أوقاتًا صعبة نفكر فيها بالنعم التي أنعمها الله علينا من صحة واطمئنان في أداء حياتنا اليومية وعبادته سبحانه وتعالى، وكيف عند هذا الفيروس سقطت كل الضروريات وسقطت له متطلبات متعددة، سقط المال والجاه، سقطت الأهمية، سقط كل شي، بلا شك كانت مرحلة من أصعب المراحل بل وأقساها على بني الإنسان، والغريب أن هذا الفيروس كانت له عزة نفس عجيبة كما قال ذلك الطبيب الهندي في مقولته في لقاء تلفزيوني (أن هذا الفيروس له عزة نفس كبيرة جدًا لن يأتي إلى منزلك إلا إذا خرجت أنت).

وبهذا أعطت كورونا دروسًا وعبر أهمها: علمتنا أننا في هذا الوطن نفخر ونعتز بقيادة حكيمة متقدمة عالميًا وبقرارات استباقية ومتوازنة، وبفضل الله ومن ثم بتلك القرارات الصائبة والموفقة تمكنا من مكافحة هذه الجائحة ولم يكن هناك تفرقة بين المواطن والمقيم، كانوا سواء، فكانت النظرة حماية الأرواح وهذا ما شهد به العالم أجمع، علمتنا هذه الجائحة أن كل المهن تلاشت ما عدا الطواقم الطبية بمختلف تخصصاتها الذين كانوا في صميم المواجهة أكثر من أي عنصر آخر، فهم الأبطال الحقيقيون الذين لم يتهاونوا ببذل كل جهد بأنفسهم وعلمهم وخبراتهم من أجل إنقاذ الأرواح وحماية صحة الوطن الغالي، كما علمتنا بأن المحن والشدائد تظهر أعمال رجال الأمن الذين كانوا العيون الساهرة واليقظة لحماية الوطن وأبنائه فبهروا القلوب، علمتنا أن التباعد الاجتماعي ينقذ آلاف الأرواح وأن شعار كلنا مسؤول في مقدمة شعارات وتطبيقات أبناء هذا الوطن الذين امتثلوا للتوجيهات التي تشمل الحجر المنزلي وحظر التجول والإلتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، وها نحن نصل لمرحلة العودة وقد لا تكون العودة الطبيعية المعهودة فتوخي الحذر واتباع التعليمات هو مطلب على كل مواطن ومقيم لحماية الوطن ورد الجميل.. حفظ الله الجميع من كل مكروه وأتم نعمته بزوال هذه الغمة.

** رسالة:

هذه رسالة لأهل الأرض بأن هذا الوضع الذي شهدته البشرية لم يكن له مثيل، استوجب علينا التأمل والتفكر في حياتنا وما كنا نمارسه من أعمال وتلك الأخطاء التي تسربت إلى مكنونات حياتنا حتى أصبحنا لا نعي بها.. وهنا كانت رسالة السماء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store