Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

وقفة تأمل مستقبلية مع ضريبة القيمة المضافة

A A
الأول من يوليو عام 2020 يوم مختلف في حياتنا نحن السعوديين، في هذا اليوم بدأ تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% ودخلت حيز التنفيذ.

قراءة تأملية في هذا القرار الصادر من القيادة الحكيمة بتعديل المادة الثانية من نظام الضريبة للقيمة المضافة والمتضمن رفع نسبة الضريبة من 5% إلى 15% في الحادي عشر من مايو الماضي.

لم يكن القرار فجأة وبدون مقدمات، هناك تداعيات اقتصادية عالمية بسبب جائحة كورونا التي أصابت العالم كله بعدة صدمات وفي كل المجالات ومنها وأهمها بعد الجانب الصحي الجانب الاقتصادي، تعطلت عجلة الحياة فترة طويلة والكل يعاني حكومات وشعوبًا.

ولكن من وجهة نظري دومًا لكل أزمة ومعاناة وألم لابد أن يكون هناك درس نتعلمه وجانب مشرق نتطلع إليه بكثير من التفاؤل بالغد ولن يكون بعيدًا، المهم العقلانية والهدوء وضبط النفس التي قد تتضجر حينًا ولكن العقل والمنطق لابد أن يكون حاضرًا ومتيقظًا ومسيطرًا على مجريات حياتنا.

الأمور المالية والاقتصادية سيتحدث عنها الخبراء والمختصون وسأتناول معكم لغة المشاعر والتفكير والتأثير المجتمعي وصوت الواعي بمجريات الأمور كمواطنة سعودية تعشق أرضها وتثق في قيادتها وتحلم مع الحالمين بالمستقبل المشرق لأنني مؤمنة إيمانًا عميقًا بأن السعودية حجزت لها موقعًا رياديًا بين دول العالم المتقدم وهي ترأس قمة العشرين باقتدار وحكمة وشموخ يليق بها وبقيادتها وبشعبها.. هذه الأرض تضم نخبة البشر وقادة التغيير.

نعم نحن بحاجة الى إعادة ترتيب أولويات حياتنا، ليس عيبًا أن نقنن مصروفاتنا ونحاسب أنفسنا على كثير من السلوكيات الاجتماعية المبالغ فيها، وتقنين تلك المصروفات والاستغناء عن الكماليات والمظاهر الكاذبة الخادعة، لا نحاول مجاراة الآخرين ولا نرتدي ثيابًا لا تليق بنا ولا بقدراتنا.. المال بين أيدينا أمانة تستحق الحرص عليها بدون إفراط ولا تفريط، كما هي الصحة أمانة وكذلك الأهم الوطن أمانة.

سأعلم أولادي ومن بعدهم أحفادي وأجيالا تحيط بي بأن كل هذه النعم التي نمتلك هي من رب كريم أراد بأهل الأرض تغييرًا لأحوالهم عن ما اعتادوا عليه، ليثبت الصادق في إيمانه بالأقدار ويعمل عقله المفكرين والمبصرين بخوافي الأمور، اقدار الله دومًا لنا فيها خير لا نعيه اليوم ولكنه سيتضح يومًا ما، الحياة التي نعيش اليوم بكثير من الأمن والاستقرار والسكينة والطمأنينة وراحة البال تستحق كل آيات الشكر والامتنان.

تأملت في الواقع وتخيلت أن الأرض كانت بحاجة للراحة والهدوء من كثرة الضغوط والمشاكل والأعباء المثقلة على كاهلها، كما في الأجهزة الالكترونية التي إن عانت من التحميل الزائد والبرامج الضارة والذي يستدعى إعادة التشغيل وحذف تلك البرامج.

الأرض ومن عليها كان حتمًا ولابد أن يتعلموا من هذه الأجهزة فيكون هناك ردة فعل، نعم تعلمنا من فيروس كورونا بأننا بحاجة لحذف كل ما لا نحتاجه ولا يعتبر بأن له ضرورة ملحة في حياتنا.

إن عرفنا نقاط ضعفنا سنمتلك حتمًا فرصًا حقيقية للانطلاق نحو المستقبل الأفضل والأقوى.

الاقتصاد السعودي قوي جدًا والايمان بأن هذه الضريبة الجديدة هي من أجل دعم اقتصادنا الوطني وتجاوز الأزمة بحرفية عالية سيخفف عنا معاناة التفكير في التغيير الذي حصل.

أيام الشدة توضح معادن البشر ودومًا اثق بأننا قيادة وشعبًا قوة لا تقهر في مواجهة كل الصعاب وحكاية تروى عبر الأجيال وتسطر في سجلات تاريخ البشرية بأننا في المملكة العربية السعودية حكاية انسان استثنائي بمعنى الكلمة واننا جميعًا نعمل من أجل وطن يعانق السحاب وله موقع متميز بين النجوم والكواكب في السماء هناك موقعنا ولا نرضى بغيره واحكي يا زمان وسجل يا تاريخ هنا السعودية قلب واحد ينبض بالحياة والإنجاز والطموح الكبير الذي لا ينتهي والله دومًا معنا يحفظنا ويرعانا ويسدد على الخير خطانا، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store