Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الأخلاق في زمن الفيروس!

A A
كما هو الحال في الحروب الكبرى، تبرز الأخلاق في مواجهة الفيروس كضرورة من ضرورات المرحلة! التاجر لابد أن يكون أمينًا، والصانع كذلك، والموظف أينما كان، والمعلم، والمراقب، وغيرهم.. مع ذلك، فإن الأمر أعم وأشمل في معركة كورونا، حيث لابد من التزام الأجداد والآباء والأمهات والأطفال بالسلوك الاجتماعي القويم.

وقد تفاوتت آراء العلماء في نظرتهم إلى علم الأخلاق، ومدى صلته بالحياة العملية، فقيل أن الأخلاق علم عملي يهدف إلى تحقيق غاية في حياتنا، حيث يتصدى للوسائل التي تحقق الغايات القصوى.

وكما أن الطب لا يهدف إلى فهم المثل الأعلى للصحة، بقدر ما يستهدف الطرق التي تتحقق بها الصحة، فكذلك، علم الأخلاق مهمته أن يرسم الطريق إلى غاية قصوى يقصد الإنسان إلى تحقيقها باعتبارها الخير الأقصى، فمهمة علم الأخلاق دراسة الطرق التي تمكننا من تحقيق هذه الغاية، كما يدرس علماء الصحة الطرق التي تقي الناس شر الأمراض والفيروسات.

ومهما يكن من أمر، فقد جاء الفيروس، ليؤكد بسالة ونبل وشهامة وأخلاق الأطباء، ومن حولهم من الممرضين والممرضات، والفنيين، وكل جهاز الطب في أي مكان!

إن غش التاجر، في زمن الفيروس، يمكن تحمله، لأيام أو شهور، أو حتى سنوات، خاصة إذا تعلق الأمر برفع الأسعار، وكذا كل الأشخاص ذوي الصلة بالتعاملات اليومية، لكن غش الطبيب، في زمن الفيروس، لا يمكن تصوره أو تحمله، ومن هنا تصدر الأطباء المشهد، يحفزهم جمهورهم الذين هم في الأساس آباؤهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم، وأبناؤهم وبناتهم، ويقوي عزيمتهم، ضميرهم الحي، وأخلاقهم الرفيعة.

في معركة كورونا التي عاصرتها وأعاصرها الآن في السعودية، وبلا شعارات، ومزايدات، ومبالغات، أشم رائحة النصر، بفضل كل من سخروا أنفسهم لصحة الإنسان، باعتبارها الأولوية القصوى، والله المستعان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store