Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

القرار الحكيم

A A
قرار المملكة العربية السعودية بتنظيم حج هذا العام بعدد محدود للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة قرار يحمل من الحكمة والحرص على أرواح وسلامة حجاج بيت الله الحرام وتحقيقًا لمقاصد الشريعة التي من أساسياتها حفظ النفس، وجاء بيان وزارة الحج والعمرة بإقامة هذه الشعيرة بأعداد محدودة وفي ظل استمرار هذه الجائحة (فيروس كورونا) وخطر تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية التي ستتجمع في مكة والمدينة، بدون أدنى شك كان هذا القرار حرصًا على إقامة حج هذا العام بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة وتحقيقًا كما قلنا في بداية المقال لمقاصد الشريعة، وكان هناك ترحيب وتأييد لهذا القرار الذي يعطي تقييم للمخاطر ويضع الأولوية للصحة وحفظ النفس.

كل هذه الإجراءت الوقائية والاحترازية التي اتخذتها منذ بداية الأزمة وتتخذها المملكة الآن في حج هذا العام هي لحماية حجاج بيت الله، أما المتشدقون والحاقدون الذين قصدهم التأجيج والإساءة في أصعب المواقف فهذا ماضيهم الأسود والمستقبل الذي تتسع فيه مساحة السواد فتعوَّدوا في خطابهم الكذب والافتراء فقد جمعوا كل مكونات القذارة والخسة والخبث حتى في المرض يتشدقون، حتى في حماية الأرواح يحقدون ويؤججون، فأي نفوس خبيثة يحملون؟!.

نعم هنا نقول بأن توازنات التربية لديهم مختلفة، المملكة تسير وفق ما تراه والقافلة تسير بكل خطى ثابتة، أما أنتم فموتوا بغيظكم ألف مرة.. ومنذ انتشار هذا الداء (كورونا) اتخذت المملكة العربية السعودية حفنة من الاحترازات الوقائية حفاظاً على المعتمرين وزائري المسجد الحرام والمسجد النبوي قبل موعد شعيرة الحج وحتى تحمي الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين جملة من الإجراءات الوقائية منها: إغلاق الحرمين الشريفين بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة، وإغلاق صحن المطاف حول الكعبة المشرفة والمسعى بين الصفا والمروة طوال فترة تعليق العمرة، وتكون الصلاة داخل المسجد فقط ومنع دخول المحرمين للمسجد الحرام والساحات المحيطة به، وإغلاق المسجد القديم في الحرم النبوي الشريف بما فيها الروضة الشريفة ومقبرة البقيع وعدم السماح بالاعتكاف والافتراش أو إدخال الأطعمة والمشروبات بل شددت المملكة الإجراءات الوقائية بإيقاف العمرة للمواطنين والمقيمين مؤقتاً، ووزارة الخارجية أعلنت تعليق الدخول للمملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً ومنع دخول مواطني ٧ دول انتشر فيها هذا الداء ووقف مؤقت لتنقل المواطنين السعوديين والخليجيين ببطاقات الهوية، كل هذا فعلته المملكة بقرارات استباقيه لحفظ الأرواح.. وقدمت نموذجًا يحتذى به في التعامل مع جائحة هذا الفيروس، وليعلم الحاقدون بأن السعودية الجديدة تسير بكل ثقة وخطى ثابتة.. تتعاظم يومًا بعد يوم لأنها دولة نموذجًا تمضي وتستمر بكل هدوء نحو التألق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store