Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

جرعات لحصانة الجسد وأخرى للروح!

اضاءة

A A
أصبح الحرص على مناعة الجسم وتحصينه من الفيروس سلوكا يوميا لدى الآباء والأمهات إزاء أطفالهم وإزاء أنفسهم أيضًا.. وإذا دخلت الآن أي صيدلية سترى نسبة الإقبال على فيتامين سي، باعتباره يشترك في عملية تكوين الكولاجين ومحاربة الفيروسات، وفيتامين دال، باعتباره مقويًا للمناعة ومحاربة البكتيريا، والزنك الذي يحسن الذاكرة وصحة المخ، ومقاومة البرد، والحبة السوداء التي تقوي حصانة الجسد أو كما يقال.

كل ذلك جميل، حتى وإن ذهب بعض الأطباء إلى التحذير من التناول قبل استشارة الطبيب، لكن الشيء المؤكد والأكيد، أن الروح أو قل النفس تحتاج إلى شيء من التحصين، باعتبارها مشتركة في المعركة ضد الفيروس.

في ضوء ذلك، ما المانع وأنت تعطي جرعات مناعة الجسم لابنك أو ابنتك أن تعطيهما مقويات للعزيمة ومحفزات للأمل، وجرعات متواصلة من الشجاعة والشهامة والايثار والعفة والصدق والحياء والتواضع والكرم والأمانة والسخاء والحلم؟!

ما المانع وبنفس الحرص على العقاقير والمضادات أن تمنحهم مضادات للتهور والغرور والغلو والتملق والجبن والتقاعس والظلم؟!

وعلى سبيل المثال لا الحصر، وأنت تعطيهم جرعة الشجاعة، أن توضح لهم أنها ثلاثة أنواع.. شجاعة البدن بحسب طاقتهم الجسدية، وشجاعة النفس، وشجاعة الاقدام على فعل الخير، وأن من آثارها: الكرم والشهامة وقوة الاحتمال.. وهكذا الحال في العفة بأنواعها الثلاث.. في الطعام والجسد وفي المال وطلبه بالحلال.. والشيء نفسه في الحياء الذي يأتي على ثلاثة أنواع مثل الحياء من الله والامتثال لأوامره، والحياء من الناس بالكف عن ايذائهم، والحياء من النفس بترك المجاهرة بالقبيح من الأفعال.

آن الأوان لإعادة الاعتبار لكل القيم الجميلة، والتي نسيها البعض في زحمة الحياة تاركًا أولاده وبناته نهبًا لفيروسات لا تقل خطورة عن كورونا.. فاذا كانت الأولى تدمر الرئتين، فان الثانية تدمر كل شيء!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store