Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

مكتب العمل: دعوة مستجابة!

مزامير

A A
كنت دائمًا لا أجد مبررًا لتصنيفنا للزمن بين زمن قبيح وزمن جميل، لكن لاشك أننا كنا نسمع زمان: «اليوم عندي مراجعة دوائر حكومية ادعو لي»، اليوم ونحن في ذروة معاناة البشرية جمعاء من هذه الجائحة نجد عكس ما كنا نسمع في الرخاء بتنا نسمع عن (أعمال تجبر بخاطرنا)، فقد كان الألم الحقيقي مثلا أن تزور مكتب العمل بجدة لقضاء أمر من الأمور، وكان ذلك كابوسا، يستحق صاحبه الدعاء له من أجله.. نعم كنت غارقة في تلك الذكريات وأنا أزور المكتب لحل مشكلة أحد الموظفين في شركتنا، وصلت لقسم النساء وأنا أتمم الله يستر وعندما دخلت مكتب العمل النسوي بجدة، وجدت سلاسة متناهية، من الاستقبال وحتى الانتهاء من كامل الإجراءات، كأنني دخلت مبنى بالخطأ، بناءً على ما كنت أسمع قديمًا.. فقد اكتسبت الموظفات شخصية جديدة، فتحول المكان كله إلى شحنة للطاقة الإيجابية والتفاؤل، خطوات متقدمة من تقديم الخدمة في (القطاع العام)، كل شيء تغير، وجوه نسائية خيرة تبادر بتقديم الخدمات، بروح طيبة، مكان مجهز بكل وسائل التعقيم، مكتب العمل النسائي بجدة أصبح يملك خاصية الإيجاز والإنجاز معًا وأنت تشهد كل ذلك الفريق يعمل على قلب واحد، فضلا عن سلوكيات الموظفات المحترفات التي تثلج الصدر، جلست أمام إحدى الموظفات وكان اسمها شرين وهي التي ساهمت في هذا المكان ليليق بعصره الذى ينير هذا الوطن، غادرت المكان وروحي تطير، خطواتي خفيفة، أبتلع سعادة الانطلاق والنجاح بتمكين المرأة في هذا الوطن، أشعر بمصابيح تضيء روحي، ورجفة تسري في قلبي، ألم الماضي يتبعني، غير أن السعادة هي التي تطفو على شواطئ الحاضر في روحي، حتى قلت لعل هناك من دعا لنا لكي نحيا ونشهد هذه القفزات النوعية التي تقدمها بلادنا اليوم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store