Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السفر في زمن الفيروس!

السفر في زمن الفيروس!

يوميات صحفي متجول.. بلا تصريح!

A A
ظل السفر من جدة إلى القاهرة على مدى ثلاثة عقود أسهل كثيرًا بالنسبة لي من السفر من قريتي إلى مدينة طنطا على سبيل المثال.. وبمرور السنوات أصبحت هناك ألفة شديدة بيني وبين المطار، حيث أذهب متأخرًا، وفي كل مرة ألحق بالطائرة!

اليوم يسافر أخي الذي رافقني طوال الشهور الأربعة الماضية فلم نفترق يومًا واحدًا! والحق أن عيني سبقت عينه في سكب الدموع، قبل أن ينخرط هو في بكاء شديد! هو يخشى عليّ من الوحدة، حيث أقيم وحدي، وأنا أخشى عليه الزحمة، حيث ينتظره الأهل والزملاء والأصدقاء!

هكذا أصبح السفر مصدر قلق، رغم كل الإجراءات المتخذة، والتي تطلبت حضوره المطار عند الثانية ظهرًا رغم أن موعد الطائرة بعد الخامسة مساء!

أوصاني كثيرًا بالتزام الاحترازات الوقائية، وأوصيته أكثر، لكننا اتفقنا في النهاية، على حقيقة أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا..

جاءت سيرة الطائرة، ثم سيرة التحرك من المطار إلى البيت، ثم الذهاب فيما بعد للقرية، فتذكرت قوله تعالى: «وما من دابة في الأرض، ولا طير يطير بجناحيه، إلا أمم أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء».

قلت إنها قدرة الله على حماية مخلوقاته من الإنسان إلى أصغر دابة تمشي على الأرض، مرورًا بأصغر طائر يحلق في السماء، ولو كان في حجم فراشة صغيرة.

إنه الجمال والتناسق الكوني البديع من خلال هذه المخلوقات التي خلقها الواحد الأحد.. وطالما كان الأمر كذلك، فلتهدأ أنفسنا، ولتبقى دوما على اتصال به جل شأنه.

عدت لمسألة الالتزام، ليس باعتبارها فقط منجاة شخصية من الفيروس، وإنما لأن الالتزام أمر أخلاقي محض، باعتبار الأخلاق مجموعة التزامات على وجه معين.. ثم إنه لا يوجد التزام بغير ضبط للسلوك الداخلي والخارجي.. اللهم اجعلنا جميعًا من الملتزمين بقيمك العليا، والمنضبطين بالسلوك القويم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store