كُنْتُ وبعض زملاء الجامعة من خُواة الجيوب آنذاك، ننتظر مكافأتنا الشهرية على أحرّ من الجمر، ورحم الله الملك فهد إذ أمر برفع قيمتها من ٣٠٠ إلى ألف ريال، في قرار أسعد كلّ الطُلّاب الجامعيين، لا سيّما وأنّنا كُنّا نعيش على المكافأة، ولا نأخذ من ذوينا أيّة أموال، عكس الكثير من طُلّاب اليوم!.
وبعد تخرّجي وتوظّفي، زُرْتُ الخُبر وأقمْتُ في الفندق عدّة ليالي، لغرض ثانوي هو زيارة الجامعة، ولغرض رئيس هو أن أتعشّى على ما كُنْتُ أعجز عن تناوله عندما كنت طالباً، وهو الجمبري، تعويضاً لنفسي عن الحرمان إبّان المرحلة الجامعية، ويا له من شعور نفسي عظيم بالانتصار، والحمد لله على منّه ونعمته وفضله.
وآتي الآن للأهم، وهو الفندق الذي يُقال أنّ إغلاقه جرى لأسباب مالية، ولا أعلم إن كان ذلك يعني إفلاسه بسبب جائحة كورونا؟ أم ماذا؟ وليت أصحاب الفندق من آل القصيبي يجيبوننا، ويسعون لإصلاح حال فندقهم الشهير وإبقاءه على قيد الحياة، وهو الذي قد تمّ افتتاحه عام ١٩٧٣م، أي قبل ٤٧ سنة، وهذا ليس بعُمْرٍ كبيرٍ، وهناك فنادق أقدم منه بكثير حول العالم، وما زالت تُجدّد وتعمل بنشاط، ولا ننسى أنّه قد استضاف أول قمّتيْن خليجيتيْن قبل تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وهو مَعْلَم سياحي ليس في الخُبر والمنطقة الشرقية فقط بل في المملكة والخليج، فإن لم يكن الاحتفاظ به لأجل تاريخه أو لأجلي أنا، فعلى الأقل لأجل وجبة الجمبري التي لم أذق في حياتي ألذّ منها على الإطلاق!.