Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يستطيعون تصنيع لقاح وليس خلق ذبابة!

يستطيعون تصنيع لقاح وليس خلق ذبابة!

اضاءة

A A
تؤكد منظمة الصحة العالمية كل يوم، الحقيقة السماوية الثابتة، وهي أن علماء الدنيا لو اجتمعوا كلهم، ومهما يكن دعمهم، ومهما تكن إمكاناتهم لا يستطيعون خلق ذبابة!

والحاصل أننا نتابع ما يصدر عن المنظمة كل يوم باعتبارها موئل الطب في العالم، فنجدها تبرئ الهواء في البداية، ثم تعود فتؤكد إمكانية انتقال الفيروس عبره! تبرئ الأسطح الملساء تارة، ثم تعود فتحذر منها.. إنها بالتأكيد لا تلعب بأعصابنا، لكن الاكتشافات المتغيرة، والنتائج الطارئة، والبراهين الساطعة، وغير ذلك، من عناصر البحث الدقيق.

والجميل في الأديان عمومًا وفي الإسلام خاصة، أنه يدعو للعلم والتفكر والتأمل والتدبر، بل إنه جعل النظر في الكون وما به «فرض» وفي ذلك يقول الذكر الحكيم: «أفلا ينظرون الي الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت» ويقول أيضًا: «ويتفكرون في خلق السموات والأرض» ويقول كذلك: «فاعتبروا يا أولي الأبصار».

هكذا كانت الدعوة للعلم والبحث والابتكار والاختراع، لا يحدها حد.. فاذا ما بالغ أحدهم أو بعضهم لدرجة تقديس العلم أو تأليهه، جاء قوله تعالى: «إن الذين تدعون من دون الله، لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له».

والحاصل أنهم اجتمعوا لا لخلق ذبابة واحدة أو جناح بعوضة، وإنما للتوصل الى لقاح أو علاج لكورونا، ولسوف يتوصلون اليهما بإذن الله، والمهم في النهاية أن نتعظ مما حدث في اختبار كان وما يزال هو الأصعب على البشرية كلها.. بقادتها وعلمائها ومراكز أبحاثها وميزانياتها المفتوحة وغير المفتوحة!

الآن هل أدركت أن الصين بثقلها، وأمريكا بجبروتها، وأوروبا بسطوتها، لا تستطيع أن تفعل شيئًا في اختبار الهي صغير؟! هي حكمة دنيوية، ودرس سياسي اقتصادي علمي كبير، فلنعتبر يا أولي الألباب.. وليقل كل منا لنفسه ما قاله أبو العلاء:

خفّف الوَطْءَ ما أظنّ أَدِيْمَ الـ

أرض إلا من هذه الأجساد..

وقبيحٌ بنا وإِنْ قَدُم العهدُ

هوانُ الآباء والأجداد..

سِرْ إن اسطعت في الهواءٍ رُوَيداً

لا اختيالاً على رُفات العباد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store