Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

"قرني" الشيطان!!

A A
من يتتبع التأريخ الأسود والدموي القديم والحديث لإيران وتركيا حتى قبل التسمية الحديثة لكليهما لا يستغرب ما يحدث منهما من الأطماع الملونة والأساليب الماكرة وإثارة للبلابل والفتن واطماعهما اللا متناهية في كل من يمتلك ثروة أو يحل به ضعف وهوان حواليهما، عندئذ تجدهما في سباق لابتلاع ذلك المكان بأهله وثرواته وهاهما الآن في هذه المرحلة الزمنية التي حدث فيها الكثير من الضعف والهوان والخلافات والصراعات بين أبناء الوطن العربي الذي قسمت أجزاءه بقوى سابقة هذا الوطن الكبير الذي يحمل تحت ترابه الكثير من الثروات الهائلة وعلى ترابه أيضًا مثلها.

وما تقوم به إيران وتركيا من تأجيج للفتن والخلافات وتأليب للبعض على الآخر بلاشك يعد مقدمة لسياسات لا تخفى على الفطين وحتى غير الفطين فالحالة التي يعيشها الوطن العربي بلاشك تدفعهم لفعل كل شيء، ولعل المؤلم والمخزي أيضاً أن البلدان التي خدعت بأكاذيبهما بعد أن زرعت أذيالها بتلك الدول بدأت في حالة يرثى لها من الضعف والهوان والفقر والشتات، فلبنان الذي كان مضرباً للتقدم والغنى أصبح يطلب الفتات ليقتات، والعراق الأبية أرض الحضارات والأبطال تحولت إلى مسارب تدس السموم في زواياها وتحولت تحت سيطرة العمائم السوداء إلى ماض عتيق وحاضر عويق، وسوريا الصامدة تحولت تحت الرايات السوداء إلى مقابر ودماء مهرقة وبيوت محرقة، واليمن السعيد تحت مظلة أذناب إيران أصبح اليمن التعيس ينطبق على ما يفعل به الأذيال قول نزار قباني (يدمرون.. ويحرقون.. وينهبون.. ويرتشون.. ويعتدون على النساء.. كما يريد أبو لهب.. كل الكلاب موظفون)!!

وفي ظل تلك الحالة البائسة للبلاد العربية برزت تركيا لتحول سياساتها من أساليب المكر واثارة البلابل إلى منافس للاقتطاع من الكعكة العربية فهاهي تدخل إلى وطن عمر المختار تحت مظلة الخونة من ابنائه لتقول لك ياليبيا أنا أختار!!

ثم تبقى جامعتنا العربية تخوض وتموض ليس لها إلا الشجب والاستنكار، فهل يدب الروح في أركانها ومساربها وتعيد صياغة سياساتها البائدة وتفعل ما يستوجب أن تقوم به.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store