مفرّح «الوطن»..!

في عام 2008 أجبت على مهاتفة من مدينة أبها وكان المتصل الابن الإعلامي الأنيق مفرح الشقيقي من مجلة سيدة الأعمال لغرفة أبها، خطفتني لباقته، وجمال لغته، لهذا أخذت أتابع مفرح ونجاحاته هنا وهناك، فلا ألقاه إلا نموذجًا جميلا بحيث تحولت خطواته الإعلامية إلى لوحة أمل لكل مجتهد يتحدث عن تداعيات الماء القديم وهدير البحر وخرير الجدول، يختزل متاعب قلب طفل، يقيم والداه في مدينة الشقيق، يفرح مفرح بلقائهما، يتحدث عن جروح تسببها المثابرة، يتحدث عن الوطن وجماله وسهوله ووديانه، وكيف كان يقف بوجه الريح كشجرة سنديان منتصبة، يصف مدينة الشقيق بشعور القرى الصغيرة بعد ليلة كاملة من المطر، تربطني والابن مفرح منازل مفرحة على قيد الحياة، هو شاعر مجيد في قصائده الإيجاز، الذي لا يخل بالمعنى، وبمفرداته قادر على أن يقول الكثير الكثير بأعذب الكلمات وأدقها معنى، يكتب وكأنه ليقول لنا دائمًا: «ليس هناك ما هو أجمل من هذا الوطن».
ومفرّح الشقيقي خلاصة رحيق حياة وعطور مقطرة جمعت على أوراق الياسمين، كل حضوره الأنيق سواء كان عبر الشاشة أو على منصات التواصل، إنما يكون بروح تصبو إلى تجديد وجودة الحياة، تباغتك الكلمات والأحداث كموج مندفع رقيقة كماء، تشبه شاي الصباح الخفيف في بعض فصولها حيث اختار أن يكمل دراسته للغة العربية، يكتب عن مساءات لا تشبه ظلام، فاز بجائزة الشعر من أمارة منطقة جازان، يلتحف باللون الأخضر، يحلق نحوه، ثم نحب سعوديتنا من خلاله أكثر..