Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الحج في ظل جائحة كورونا..!

A A
في مثل هذه الأيام من كل عام تشهد المملكة استنفارًا شاملًا في المجتمع وكل أجهزة الدولة بمتابعة وتوجيهات حازمة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وكافة المسؤولين استعدادًا لخدمة ضيوف الرحمن الوافدين من أنحاء العالم والتركيز على معرفة أعداد الحجاج والتدابير الصحية والأمنية والعناية القصوى بكل القادمين من المنافذ الجوية والبرية والبحرية وفي كل شبر من الأماكن المقدسة حرصًا على أمن الحجاج وسلامتهم.. والقيادة تُسخر كل الإمكانات وتؤكد على كل الأجهزة الصحية والأمنية ببذل كل ما يلزم لخدمة ضيوف الرحمن.

سمو أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل ونائبه وكل معاونيهم يتابعون كل صغيرة وكبيرة حرصًا على مستوى الأداء المتميز الذي يشهده تفويج الحجاج في كل عام.. كما إن وسائل الإعلام العالمية المصاحبة لحملات الحجاج وفي العواصم العالمية تولي موسم الحج أهمية خاصة بسبب ضخامة الأعداد ودقة المواقيت وجاهزية الأماكن المرافق والقوى العاملة وديمومة نظافتها وانسياب الحركة من وإلى المشاعر المقدسة في أمن وأمان.. وبحمد الله وتوفيقه يؤدي الحجاج نسكهم ويتمون الحج بيسر وسهولة برغم كثافة الأعداد بالملايين من الداخل والخارج وبموجب تصاريح رسمية بعد أن أعلن الفيصل مقولته التاريخية من بداية توليه الأمارة في منطقة مكة المكرمة (لا حج بدون تصريح).. قل الافتراش وارتفع مستوى النظافة وانتظم انسياب الحركة.

في هذا العام شاءت قدرة الخالق جل جلاله أن يُصاب العالم بوباء كورونا ونتج عن ذلك أخذ احتياطات استثنائية للحد من استقبال أعداد كبيرة من حجاج الخارج كما جرت العادة وبموجب احتياطات تقضي بالتصدي لعدم انتقال العدوى والحد من الإصابات كما شهد العالم.. تفهم العالم موقف المملكة وقدر قرارها وتم الإعلان عن الحد من أعداد الحجاج واقتصاره على أعداد محدودة من الوافدين المقيمين الذين لم يسبق لهم الحج ونسبة من المواطنين.

التدابير والاحتياطات على كل المستويات ستستمر كما هي في كل عام مع الأخذ في الاعتبار محدودية الأعداد وضرورة الانضباط والإلتزام بالتعليمات الصحية في حج هذا العام الاستثنائي الذي تخيم عليه جائحة كورونا.

رحلة الحج منذ أن سنها الله على عباده ركن من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا والدولة تحرص على استمرارها ورعايتها بكل ما يلزم ومن المنتظر أن تكون النظافة والتباعد في هذا العام درس للأعوام القادمة عندما تعود الأمور على عادتها بإذن الله تعالى.. الوقوف في عرفة ومنى لن يكون على عادته من كثافة بشرية وتجهيزات مواد غذائية واحتياطات صحية وأمنية بسبب قلة الأعداد وهذا ما يجعلنا نتذكر الماضي القريب والبعيد ونقدر حجم التطور الذي شهدته المشاعر المقدسة والجهود التي تبذلها السعودية ممثلة في كل الأجهزة التي تسهر على راحة الحجاج في كل عام وحجم الإنفاق الذي تتحمله الدولة بدون منة على أحد.

في حج العام الماضي كان عنوان مقالي بالمناسبة (الحج والأمن مهمتنا الكبرى) وفي هذا العام لا يختلف الأمر إلا بالتركيز على الصحة لأن جائحة كورونا عمت العالم والإجراءات التي اتخذتها المملكة من البداية كانت ولازالت الأنجح على مستوى العالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store