Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

الرعاية الطبية في رحلة الحج النجدية!!

بانوراما

A A
في مكتبة الساقي بلندن عثرت على كتاب بعنوان، «رحلة الحج النجدية في عهد الملك عبدالعزيز» (1902م- 1926م)، من الحجم الصغير، بعدد 128 صفحة، لمؤلفته يازي بنت سليمان العنزي، يحكي قصة معاناة النجديين من مشقة السفر إلى الحج، بسبب بعد المسافة وخطر الطريق، ويحكي أيضًا، عن الجزء الحضاري لهذه الرحلة من البداية إلى العودة الى نجد.. من جملة ما شدني في الكتاب، نوع الأدوية التي كان يحملها الحجاج في تلك الفترة والتي كانت في مجملها من الأعشاب.. ولعدم وجود خدمات طبية في ذلك الوقت، كان الحجاج يتعرضون لبعض الأمراض، بسبب مشقة السفر، وفي العادة تقع مهمة تحضير الأعشاب على كاهل أحد النساء الكبيرات في السن من المرافقات للقافلة، وهي أعشاب تتنوع بحسب نوع المرض، فبعضها لأمراض الجهاز الهضمي الذي تكثر الإصابة به وخاصة في أيام التشريق؛ لوفرة اللحوم وإكثارهم من تناولها، وقد لا تكون ناضجة بما فيه الكفاية؛ فيحصل عندهم كثير من مشاكل المعدة، وآخر يعرف بـ(اللعوط) وهو دواء للعين مثل الكحل يعالج عوارض العيون الخفيفة مثل خروج الدموع ودخول الغبار للعيون، يضاف إلى ما سبق أن الحجاج كانوا يصطحبون معهم جبائر الكسور، ولفائف من القماش، تحسبًا لأي حادث، كأن يسقط أحدهم من راحلته، ويصاب بكسور تتطلب استخدام الجبيرة.. وبسبب الازدحام واختلاط الأنفاس في أماكن الحج، كان الحجاج عادةً ما يتعرضون لبعض الأمراض المعدية وأخطر هذه الأمراض ما يعرف بـ(الجدري)، فإذا أصيب أحد الحجاج به يتم عزله على الفور عن بقية الأفراد لمدة 40 يومًا، وذلك بوضعه في كهف أو نحوه لحين شفائه، خوفًا من انتقال العدوى لبقية أفراد الرحلة.

ومن أبرز الأعشاب التي كان الحجاج يحملونها أثناء الرحلة:

الحلتيت: وهو صمغ نباتي، مرّ المذاق يفيد في علاج آلام الجهاز الهضمي.

الرشاد: نبات عشبي حولي، تستخدم بذوره لعلاج كثير من الأمراض وخاصة الرئوية.

العنزروت: ويعرف باسم الكحل الفارسي، ويستخدم لعلاج الجروح والحروق والغازات ومغص الأطفال.

الشيح: هو نبات سهلي له رائحة طيبة، وطعمه مرّ، يستخدم مشروبًا كعلاج للإسهال وانقباض البطن.

السنا مكي: نبات عشبي، وهو ملين في حالة الإمساك.

الحبة السوداء: والتي تعد شفاء لكل داء كما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إن الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السأم، قيل وما السأم قال هو الموت».

إن ما تم ذكره هو بعض من أمراض متوقعة وإصابات محتملة يمكن أن يتعرض لها الحجاج في مكة وقتها، وبالرغم من ذلك كان الحجاج حريصين على أداء الفريضة مهما كانت الظروف، مع أخذ الاحتياطات اللازمة قدر الإمكان، والعمل على معالجة هذه الأمراض بما يتوفر لديهم من أعشاب وعلاجات بطرق بدائية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store