Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

إلى من كانوا ينوون الحج !

ضمير متكلم

A A
* جاء حَجّ 1441هـ محدود الأعداد جداً، ولفِئات معينة، ومِن الداخل فقط، ووفق احترازات صحية وأمنية مشددة؛ وذلك في قرار سعودي حكيم؛ هدفه حماية ضيوف الرحمن من مخاطر (فيروس كورونا المستجد كوفيد19)، والحدّ مَن تَفَشِّيه.

* تلك الحال الاستثنائية كانت صَـدمة موجعة لطائفة مِن (مجتمعنا) كانت تُصِرّ على الحَجِّ كلّ عام دون انقطاع، يحدث هذا بالقَفز على الأنظمة والقوانين ونقاط التفتيش، وأحياناً بالكذب (بادعاء بعضهم أنه مَحْرَم لإحدى قريباته التي تعطيه صَكّ المرور بينما هي جاثمة في بيتها)؛ وهذا خِداعٌ وكَذب صريحٌ -حتى وإنْ حاولوا تحسين صورته بوصفه بالأبيض الذي غايته شريفة-!

* أولئك الأعزاء، ومعهم الذين سبق له الحَجّ عدة مرات في سنوات مَضَـت؛ أرجو أن يكون تعليق حجهم لهذا العام محطة يُعيدون فيها النظر في ممارساتهم تلك؛ ليمنحوا غيرهم من عباد الله فرصة أداء الفريضة، وليساهموا في أَمْنِ وسلامة ضيوف الرحمن بعدم مزاحمتهم والتضييق عليهم في ظِلّ محدودية مساحة المشاعر المقدسة.

* ولعل أولئك يدركون بأن (مسارات الأجر والمثوبة) كثيرة جداً، ومنها مثلاً مساعدة فقيرٍ لم يحجَّ أبداً على أداء فريضة إِسْلَامه، وهناك دعم الجمعيات الخيرية الرسمية التي تسعى إلى تقديم الرعاية والعون والتمكين والتأهيل والبرامج المعيشية والصحية والتعليمية للشرائح المحتاجة في المجتمع كالأيتام والأرامل والمطلقات وأُسَــر السجناء، إلى غير ذلك أبواب الخير.

* أخيراً العَبَادات الصادقة المقبولة لا تبقى في المساجد أو المشاعِـر المقدسة، ولا تسكن خلف الأبواب المغلقة، بل تخرج منها ليَلمسُ الإنسان أَثَرها الإيجابي على سلوكياته وتعاملاته مع غيره؛ إذ سيجدها منصفة وعادلة وأمينة وأكثر إنسانية وتسامحاً وتواضعاً؛ لأنّ الدّين المعاملة؛ ولذا إذا كُثرت عبادات أَحَدِنَا وفَشِلَت سلوكياته؛ فعليه أن يُعيد حساباته!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store