Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

هل تقتل بيروت فيروس الخلافات العربية؟

A A
سيظل المشهد الأبشع في تاريخ لبنان والدول العربية في ٢٠٢٠ هو انفجار الأومونيوم المسمم والمروع في بيروت، وسيظل المشهد الأنبل هو شحنات المساعدات المنقولة جوًا وبحرًا وبرًا لنجدة شعب الحضارة والشعب العنيد.. لقد بدا المشهد وكأن بيروت العروبة قتلت فيروس الانقسامات العربية ولو مؤقتًا!

صحيح أن الرئيس الفرنسي ماكرون خطف الأنظار من السيد أبو الغيط أمين الجامعة العربية حين لم يكتف بالإدانة بل وبالدعم السريع مستقلا الطائرة ومتجولا في قلب بيروت، لكن شكل النجدة العربية هذه المرة وفي كل المرات بعيدًا عن الجامعة العربية كان معقولاً ومرضيًا.

أعرف أن فيروس الخلافات والانقسامات العربية مازال كامنًا في مبنى الجامعة، وأعرف أن أي قرار لابد من اتفاق القادة عليه، لكني لا أعلم حتى الآن سبب عدم اهتمام الجامعة بالشكل الذي يحفظ لها دمائها العربية إن كانت مازالت موجودة.. أقصد الدماء وليس الجامعة طبعًا.

ومن قبيل الشكل لماذا لم تبادر الجامعة لحظة وقوع الانفجار بإصدار بيان؟ أليس عندها كليشيهات أو بيانات إدانة جاهزة؟ وما المانع في إخراج بيان تضامن آخر من الأدراج؟ ولماذا لم يكلف الأمين العام نفسه أو أحدًا من مساعديه بالسفر إلى بيروت مثلما فعل ماكرون.. وهل يمكن أن نتوقع بمثل هذا الأداء أن يترشح ماكرون حال رسوبه أو بعد نهاية دورته في رئاسة فرنسا للأمانة العامة للجامعة العربية؟!

مازلت أتحدث هنا عن الشكل، فقد سئمنا من الحديث عن المضمون وسئمنا كذلك من الردود المكررة التي تتحدث عن قلة الحيلة!

بمناسبة الشكل والمضمون لا أدري إلى متى ستصمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن شركات وسفن وطائرات الموت التي ليس لها صاحب رسمي؟

مناسبة السؤال هو ما قرأته في تقرير "العربية" عن المدعو ايغور غريتشوشكين.. صاحب سفينة الأومونيوم الذي كان متوجهًا بها إلى موزمبيق قبل أن يتم مصادرة الشحنة في بيروت وليتهم ما صادروها!

لا أدري ما هو شعور هذا المجرم الروسي الآن وهو يشاهد عدد الضحايا والمصابين والمشردين؟!

ولماذا نلوم هذا الشحط وقد تركت أيادي الفساد الشحنة تستوي وتختمر هذه السنوات قبل أن تنفجر في وجه بيروت الجميل؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store