Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شُو عِلَّة وجودك في الحياة؟

A A
من بين الإعلاميين اللبنانيين الشُجْعان الذين حمّلوا الإرهابي الأخطر حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، مسؤولية كارثة انفجار مرفأ بيروت، تبرز الإعلامية ديما صادق كأفضل من لخّص هذه المسؤولية، بكلمات صادقة مثل لقبها، وبمعلومات لا يمكن التشكيك فيها لمن يعيش في المشهد اللبناني أو يُتابعه عن قُرْب أو بُعْد!.

دعوني أقتبس هنا بعضاً ممّا قالته صادق مُخاطِبَةً نصر الله:

«شُو عِلّة وجودك في الحياة؟ هل لحمايتنا من إسرائيل بمقاومتك التي تزعمها؟ إنّ إسرائيل قد اجتاحتنا وحاربتنا مرّات كثيرة، لكنّها بمجموع المرّات لم تُدمِّر نصف بيروت كما فعل انفجار المرفأ الذي تُنكِرُ أنتَ الآن تواجد حزب الله فيه منذ سنوات، وسيطرته التامّة على كلّ ما يدخل فيه ويخرج منه، سواءً كُنْتَ تعلم عن المواد المتفجّرة المُخزَّنة أم لم تعلم، وعِلّة وجودك في الحياة لحمايتنا هي عِلّة غير صحيحة»!.

انتهى اقتباسي من صادق، وبالفعل فإنّ عِلّة المقاومة غير صحيحة، أو غير مهضومة كما يقول اللبنانيون، وهو ما أكّده كثيرٌ من السياسيين العرب المخلصين لعروبتهم ولقضية مقاومة إسرائيل، ومنهم الأمير سعود الفيصل يرحمه الله، وقد أثبتت الأحداث كذِبَ حزب الله، وكذِبَ إيران التي ترعاه بالمال والسلاح، وأنّ مقاومة الحزب لإسرائيل هي مُجرّد تقيّة وغطاء لتمدّد النفوذ الإيراني باتجاه البحر الأبيض المتوسّط المعروف بالهلال الشيعي، والمُمتدّ من إيران فالعراق وسوريا ولبنان، وسعت له طويلاً، وما زالت تسعى بلا كلل ولا ملل، ووكيلها عليه هو هذا الحزب الخائن لبلاده وللعروبة!.

وعِلّة وجود نصر الله الحقيقية في الحياة هي عقيدته التي رضعها من ثدي أمّه إيران، وهي نشر الدمار في الدول العربية لكي يعود المهدي المزعوم من غيبته ويعمل بالسيف في رقاب العرب، ولا تشبهها سوى عقيدة المحافظين المسيحيين وغُلاة اليهود الذين يؤمنون بأنّ المسيح عليه السلام لن يعود للدنيا إلّا بعد أن ينتشر الدمار في القدس وما حولها، ويُدمَّرُ المسجدُ الأقصى ويُبنى هيكلُ اليهود في مكانه، وهذا هو عين ما يفعله حزبُ الله بكلْ بساطة، مقاومة مُصطنعة وزائفة لإسرائيل لا تأتي إلّا بالدمار الشامل للعرب، ودعم طائفي وإرهابي لكلّ من يسير على نهجه في كافّة الدول العربية من الخليج العربي للمحيط الأطلسي!.

وهي عِلّة تتعارض مع ما ينشده اللبنانيون خاصّة، والعرب عموماً، فهل نسمح لنصر الله ولحزبه بالبقاء؟ إنّ تغاضِينا عنه يعني الفناء للأبرياء، وانقشاع السلام، وانتصار الإرهاب، وتحوّل رموز الحبّ والسلام والجمال في بيروت والعواصم العربية لرموز الكراهية والحروب والبشاعة بنكهة نترات الأمونيوم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store