Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

سباق التسلح الدوائي وعروس لا تقبل والدتها!

إضاءة

A A
حذرت في هذا المكان مما أسميته سباق التسلح الدوائي، وقلت فيما قلت إنه مع حماس القوى الكبرى للتفوق، قد تهدر قيم علمية وقواعد طبية معينة. وفيما كانت الأنظار تتجه إلى واشنطن وبكين ولندن، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليبلغ العالم بأن بلاده طورت «أول» لقاح ضد وباء كوفيد-19 بل وسيبدأ إنتاجه اعتبارًا من أول سبتمبر أي من الشهر المقبل!

وهنا أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المساء عن عقد بقيمة 1,5 مليار دولار مع شركة «موديرنا» الأميركية لقاء 100 مليون جرعة من لقاح اختباري تطوره، وهو سادس عقد من نوعه منذ مايو.

والحاصل أن العالم منذ مايو، موعد ترامب الماضي، وبعد سبتمبر موعد بوتين القادم، لن يرى العالم شيئا واقعيا على الأرض!

على أن العالم لم يكد يفرح بإعلان بوتين، حتى خرجت منظمة الصحة العالمية لتمارس دورها الجديد في الإحباط والتحذير من هذا الإعلان مذكّرة بأن «المرحلة التي تسبق الترخيص» والترخيص للقاح يخضعان لآليات «صارمة»، وكان ينبغي أن تواصل على طريقة حواديت الأطفال: «والآليات تحتاج فلوس، والفلوس عند الصريف، والصريف هو ترامب.. واللي يجي جنب ترامب، يركن على جنب»!

لقد أعاد تحذير المنظمة أجواء الإحباط التي تولدت عقب انعدام أو تراجع الأخبار عن اللقاح الصيني ثم اللقاح البريطاني، غير أن ما يثير الدهشة أن المنظمة معترضة على كون لقاح بوتين تم تجربته مرتين، والمفترض أن يكونوا ثلاثا!

وهنا يبرز السؤال هل الطائرات والراجمات والصواريخ التي يتم تصنيعها في الدول الثلاث روسيا وأمريكا والصين، تخضع لثلاث تجارب إن أقل أم أكثر؟ أم لا يهم طالما يجربونها في منطقتنا وفي الدول الفقيرة؟

كتبت عن الفيروس وعروس وعريس السويس «فاطمة وعمر»، أول من أمس، وفيما كنت أكتب أمس، قرأت على وكالة الأنباء الفرنسية أن الوباء لم يمنع «نروجية وسويديا» من عقد زواجهما رغم القيود المفروضة على السفر بين بلديهما، على جسر يقع على الخط الفاصل.

وقالت العروس هايدي كارولين «لم يتم تبادل قبلات إلا بيني وبين ويلي. لم أتمكن حتى من معانقة والدتي».. بسيطة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store