Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الأولوية لسلامة الطلاب والطالبات

أمل وعمل

A A
بالرغم من تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أن التحكم أو الانخفاض في أعداد الإصابات بفايروس كورونا والحالات المسجلة في العناية المركزة خلال الفترة الماضية جميعها أمور تبشر بالخير وأنها نتاج للالتزام بالاحترازات الوقائية والبروتوكولات التي يتم تطبيقها، إلا أن وزارة التعليم آثرت عدم المغامرة بسلامة الطلاب والطالبات وأعلنت بعد التنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تقويم التعليم والتدريب أخيراً بأن استئناف الدراسة سيكون عن بُعد وذلك لمدة 7 أسابيع على أن يتم تقييم آلية الدراسة بعد الانتهاء من الأسابيع السبعة الأولى.

تجربة وزارة التعليم في التعليم عن بعد خلال العام الدراسي الماضي وبالرغم من تعليق الدراسة فجأة في شهر مارس الماضي إلا أن الوزارة تمكنت عبر قنواتها التلفزيونية والمنصات المختلفة من استمرار العملية التعليمية بكفاءة واقتدار، وساهم في ذلك تعاون المدرسين والمدرسات وأولياء الأمور وذلك بالرغم من صعوبة تأقلم وتفاعل بعض الطلاب مع التعلم عن بُعد باعتباره تجربة جديدة عليهم واعتقاد البعض منهم بأن تعليق الدراسة يعني إجازة.

ما ساهم في إنجاح تجربة التعليم عن بُعد في العام الماضي هو التكامل الذي كان موجوداً بين إدارات التعليم والمدارس وأولياء الأمور والطلاب واستشعار الجميع لمسؤولياته مع تأكيد الجميع على ضرورة تعزيز الدعم التقني والأكاديمي خصوصاً مايتعلق بمساعدة أولياء الأمور في توفير البيئة الدراسية التقنية المناسبة لأبنائهم وكيفية استخدام التطبيقات الإلكترونية المرتبطة بالحصص المدرسية وشروحات المعلمين.

ابتداء الفصل الدراسي عن بُعد لعدة أسابيع يتطلب معالجة السلبيات السابقة والتي يتمثل بعضها في انقطاع الإنترنت عن بعض المدن وعدم توفر الأجهزة الإلكترونية لبعض الأسر، إضافة إلى عدم تأقلم الطلاب والطالبات حتى الآن مع التعليم عن بُعد والإحساس بجديته خصوصاً بعد صدور نتائج الفصل الدراسي الماضي وصعوبة تقييم الطلاب وعدم تمكن بعض المنصات من استيعابهم إضافة إلى افتقاد البعض للتفاعل الموجود في الفصول الدراسية والبيئة التعليمية ومخالطة الزملاء.

قرار استئناف الدراسة بتلك الكيفية كان قراراً احترازياً جعل من سلامة الطلاب والطالبات أولوية، ولكن في الوقت نفسه لم يؤجل العملية التعليمية بل عمل على استمرارها من خلال القنوات المختلفة والمنصات التعليمية المتوفرة، ويأتي هذا القرار في الوقت الذي قامت فيه بعض الدول باستئناف العملية التعليمية بالطرق المعتادة وفتح أبواب المدارس ثم اضطرت لتعليق الدراسة مرة أخرى بعد زيادة عدد الإصابات بين الطلاب والمعلمين وأفراد أسرهم، مما أدى إلى إعادة انتشار العدوى وتأثر النظام الصحي لديهم.

لاشك أن التعليم في المدرسة وداخل الفصول وأمام المعلمين وبين الطلاب هو مايتمناه الجميع وخصوصاً أولياء الأمور إلا أن الظروف الراهنة تفرض العودة بحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة لسلامة أبنائنا وبناتنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store