Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عدس: مصطلح "الهوية المعمارية" خاطئ والصحيح "الطابع المعماري"

عدس: مصطلح "الهوية المعمارية" خاطئ والصحيح "الطابع المعماري"

في ثاني اللقاءات الافتراضية لهيئة التراث

A A
نظمت هيئة التراث مساء أمس الثلاثاء لقاءً افتراضياً بعنوان "التراث العمراني وشخصية المكان"، تحدث فيه أستاذ العمارة السابق بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عدنان عدس، ومدير مركز التخطيط والتصميم العمراني بوزارة الشؤون البلدية والقروية، المهندس ضي الضويان وأدار اللقاء الدكتور أحمد الهاشمي.

وأوضح الدكتور عدس في بداية اللقاء أن مصطلح "الهوية المعمارية" الذي يتداوله العامة هو مصطلح خاطئ والصحيح هو "الطابع المعماري" الذي يتمثل بتوضيح مواصفات المباني بشكلها العام والتقنيات والمواد المستخدمة في تشييدها، وتكوينها من حيث الارتفاع والحجم، بينما "الهوية" تتداخل فيها عدة جوانب مثل اللغة والعرق والمنطقة الجغرافية، وهو ما يشكل هوية فردية للإنسان أو المدينة أو الحي، وتندرج من هوية جماعية لبلد أو وطن، مستشهداً بالهوية الفردية لمدينة الرياض التي تختلف نوعاً ما عن الهوية الفردية لكل من مدن مكة المكرمة والدمام إلا أنها جميعاً تتحد ضمن الهوية الجماعية للمملكة.

وبين الدكتور عدس أن أهمية الهوية الجماعية تكمن في تمكنها من حماية الذات المجتمعية من الانصهار والذوبان في ثقافات أخرى. وقال: "إن العمران جزء من الهوية الحضارية للمدينة التي تتشكل من عناصر طبيعية كساحل، أو جبل أو وادي، أو النباتات الخاصة ببعض المناطق. يأتي بعدها الأشكال المادية التي يصنعها الإنسان كالمباني والحدائق العامة، ويضاف لها أيضاً بعض التراث المعنوي وغير المادي، التي يشكل مجملها المظلة الكبرى للمدينة لتعرف بها".

من جهتها قالت المهندس الضويان "من المستحيل أن نتعرف على مدينة من خلال صورة يتم التقاطها في أحد أحيائها أو شوارعها، وذلك بسبب التشابه الكبير لتفاصيل المباني وانعدام الطابع الخاص بكل منطقة أو مدينة".

وأضافت المهندس الضويان: "لابد أن نعرف أن هناك اختلاف بين تصنيف الهوية العمرانية للمدن العامة، تتمثل بالاختلاف الجغرافي بين المدن الساحلية والأخرى الصحراوية، وبين المدن الكبيرة والأخرى الصغيرة والضواحي، تجعل من الضروري وجود خصوصية في البناء يناسب كل منطقة أو مدينة حسب طبيعتها ونمط حياتها".

وذكرت أن هناك تصنيفات عديدة للهوية المعمارية، ومنها المدن المتشابهة التي فقدت هويتها الأصلية بسبب التطور وبناء المباني المتطابقة، لذلك بدأت بعض الدول تختار تصنيفات لمدنها بما يحقق لها الفائدة السياحية أو التجارية أو الصناعية أو يساهم في تسهيل نمط الحياة. وشددت المهندس الضويان على أهمية تأهيل المواقع والقرى القديمة التي تزخر بها أرض المملكة، وألاّ يتم تأهيلها لتكون مجرد تحفة يزورها الناس ويرحلون عنها، بل يجب التركيز على إعادة الحياة إليها لتكون مدناً مأهولة، تعج بالحركة ويمارس فيها الناس حياتهم الطبيعية.

​يذكر أن اللقاء الذي بث عبر قناة وزارة الثقافة في موقع يوتيوب؛ يأتي ضمن لقاءات افتراضية تنظمها هيئة التراث في سياق جهودها لرفع مستوى الوعي بالتراث الحضاري والتأكيد على أهميته في تشكيل هوية المجتمعات والمدن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store