.. منذ غواية الشجرة وزهو السجود وإبليس يمثل حقيقة صراع البشر على هذه الأرض، سواء الصراع مع الذات أو الصراع مع الآخر..!!
*****
.. وقد أحاطت كل شعوب العالم إبليس بكثير من الأمثال والحكايات والأساطير، وهو ما يترجم جوهر هذا الصراع «الإنساني الشيطاني»...!!
*****
.. من أطرف ما قرأت، قول تشرشل: «لو ساعدني الشيطان ضد هتلر لذكرته بالخير أمام مجلس الأمة».
وقول الروس: «عندما يرسل الله الطحين يسحب الشيطان الكيس».
وكان صدام حسين يقول بأن الشيطان يهرب حين يكثر من يقوم بواجباته من البشر..!!
*****
.. ولتوفيق الحكيم فرضيات تخيلية عن «توبة إبليس»، وكيف أنه حاول، وعندما تيقن أن (اللعنة) أبدية أقنع نفسه بأن في غواياته قُربى للرب، لأن الوجه المضاد للشر هو الخير..!!
*****
.. يقول الحكيم: «ذهب إبليس إلى قصر البابا وقال له: لقد زهدت في تلك الحرب الطويلة التي لا نفع فيها وعفتُ مائدة الشر وتُقتُ إلى مائدة الخير، فأدخلني في الدين.
رفض البابا، فتديُّن إبليس يعني تغييراً جذرياً في الكتاب المقدس، فما معنى»يوم الحساب» إذا مُحي الشر من الأرض؟، وما مصير العالم إذا خلا من الشر..؟!!
*****
.. ويمَّم نحو حاخام يهودي الذي رفض بحجة: إذا ذهب الشر تساوت الشعوب، ولن يكونوا «شعب الله المختار»، وستذهب سيطرتهم المادية..!!
*****
.. ثم أتى شيخ الأزهر الذي هو الآخر رفض، فكيف بـ «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، وبغيرها الكثير من آيات الوعيد والتحذير..!!
*****
.. وتخيلت فرضية «توبة إبليس» في أول يوم من العام الهجري الجديد، كيف سيكون حالنا العربي ذلك اليوم..؟!!
*****
.. سيجتمع القادة العرب للوهلة الأولى وهم بصفاء وإخاء وعلى قلب رجل واحد تحت قبة الجامعة العربية، وستُحل كل مشاكلنا العربية العالقة..!!
*****
.. وسيقوم حزب الله بتسليم سلاحه والانضواء داخل وطنه، وسيعتذرللبنانيين ولكل العرب عما أزهق من الأرواح في سوريا والعراق واليمن..!!
*****
.. وسيفعل الحوثي الشئ ذاته من إنهاء التمرد والعودة إلى حياض الشرعية وحقن دماء اليمنيين..!!
*****
.. وسيلغي الحشد الشعبي بالعراق فصائله ويسلم أسلحته، ويسهم في إعادة هيبة دولته، نحوعراق عربي آمنٍ مستقر..!!
*****
.. وستتوحد غزة والضفة وسيعانق الفلسطيني أخاه الفلسطيني ويأخذون بأيدي بعضهم نحو القدس..!!
*****
.. وسيخرج الأسد هلعاً باكياً نادماً ليعود كل السوريين الى وطنهم ويعيشوا من جديد أحلام بُردى...!!
*****
.. وستعود قطر إلى حضنها العربي وتأبى أن تكون الدوحة مصدراً ممولاً للشر والإرهاب..!!
*****
.. وسيؤوب الإخوان المسلمون مما هم فيه، فطهر المحراب لا يقبل تدنيس الأوطان..!!
*****
وسيقف العرب في وجه المشروع الفارسي والتركي والصليبي ويرفضون أن يكونوا أدوات بأيديهم، فالعربي الحر لا يقبل الذل والهوان ولا يرضى أن يكون مرتزقاً أو مرتهناً بيد أحد..!!
*****
.. أخيراً.. لكي يكون هذا الحال، لا أدري هل يتوب إبليس أم نتوب نحن..؟!!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
