Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

الأمن الفكري وحماية المُجتمع

A A
الإنسان ابن بيئته أولاً، فيها تنمو أحلامه وتُزهر، تحولاته الفكرية تكون نابعة من هذه البيئة، والمُجتمع الحي دائماً يمر بتحولات فكرية قد تكون حادة أحياناً..

وكل التحولات العظيمة دافعها الأساسي فكرة يؤمن بها قلّة لكنهم يستطيعون صناعة تغيير حقيقي..

عندما بدأ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مسيرة التوحيد كانت فكرته وطن موحد وعقيدة وسطية صافية، آمن بها ونجح في مسيرته..

لكننا كمجتمع حي نمر بتحولات ونواجه ظروف مُحيطة وتحدث تغيرات قد تكون عنيفة كما حدث في بعض البلدان المجاورة، وأبرز حدثين كان لهما أثر في التحول الفكري في المنطقة هما الثورة الخمينية وحركة جهيمان..

الثورة الخمينية غيّرت الفقه الشيعي القائم على وجوب الصمت سياسياً وحركياً وانتظار ظهور الإمام الغائب، وجعلت للإمام ولياً ينوب عنه ويقوم بدوره مما دفع ايران للقيام بهذا الدور الفوضوي في المنطقة..

أما حركة جهيمان فكانت بداية الطريق لظهور حركات التطرف السنّي والتي استلهمت أفكارها من «ما الوطن إلاّ حفنة من تراب» و»ردّة المجتمعات الإسلامية»..

تغيّر وجه الحياة، وأصبح التعامل مختلف، وبدأ الشك يتسلل إلى صدور الناس، واصبح التطرف فكرة مقبولة في نظر البعض!!

مواجهة هذا التطرف احتاجت الكثير للنجاة، فقامت السعودية بإنشاء إدارات للأمن الفكري ومن خلال هذه الإدارات بدأت تتشكل هوية جديدة فكرتها الأساسية أن المنهج الذي قامت عليه هذه البلاد هو الوسطية والإعتدال وأن التطرّف أياً كان مذهبه أو توجهه منبوذ ومُحارب..

لم تكن الحلول الأمنية هي الخيار الأول في التعامل مع أي انحراف فكري بل كانت التوعية هي الأساس، وانطلقت البرامج التوعوية عن خطر التطرف على الفرد والمجتمع والوطن، وتم تفنيد كل حجج من يزرعون الشك في نفوس الناس..

الأمن الفكري برنامج متكامل لتشكيل هوية وطنية تستطيع الإندماج مع الآخر دون التخلي عن الثوابت..

أخيراً..

زيارة لم تتجاوز دقائق معدودة لأحد مراكز الأمن الفكري كشفت عن حجم الجهد الذي يُبذل من أجل أن يكون المجتمع آمناً وبعيداً عن كل فكر متطرف..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store