Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

فايروس كورونا .. وبر الوالدين

A A
أوصانا المولى عز وجل ببر الوالدين وحثنا رسوله الكريم عليه الصلاة والتسليم في كثير من الأحاديث بأهمية بر الوالدين فقال عليه الصلاة والسلام (رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل مَن يارسول الله؟، قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة)، وهناك العديد من القصص الموجودة في تراثنا الإسلامي والتي يجب أن نعود اليها بين حين وآخر لنعرف ماهي حقوق الوالدين والواجب علينا تجاههم.

نقرأ أحياناً بعض الأخبار عن عقوق الوالدين ونجد بعض الأبناء يسيئون معاملة آبائهم وأمهاتهم بل ويتجاوزون كل الخطوط الحمراء ليعتدوا عليهم بالضرب في بعض الأحيان، فضلاً عن قيام البعض بمقاطعتهم أو إيداع والديه في دور الرعاية أو المستشفيات دون السؤال عنهم وإهمال حقوقهم سواء لعدم رغبته في تحمل المسؤولية أو من أجل رضا زوجته.

في المقابل نجد هناك نماذج مشرقة من الأبناء حرصوا على بر والديهم فقاموا برعايتهم والاهتمام بشؤونهم وتلبية احتياجاتهم ومتابعة حالتهم الصحية وتوفير طلباتهم بل إن بعضهم عمد إلى والديه لافتتاح مشروعه الخاص تقديراً وتكريماً منه لوالديه وحرصاً منه على كسب رضاهم والحصول على دعواتهم في حين بعضهم حرص على التبرع بكليته لعلاج أحد والديه وبعضهم قام بشراء منزل ليقيم فيه هو ووالداه ليتأكد بأنه قريب منهم فيتمكن من رعايتهم والعناية بهم وغيرها من الأمثلة والقصص المتعددة عن بر الوالدين.

اليوم ومع جائحة كورونا يبرز بر الوالدين من جديد ولكن في مشهد آخر وذلك من خلال المحافظة عليهم عبر اتباع الإجراءات الاحترازية لمنع نقل العدوى لهم فالاقتراب منهم اليوم هو أشبه بالعقوق لأن في القرب منهم قد تكون أذية لهم وهذا لا يعني مقاطعتهم وهجرهم وعدم التواصل معهم بل لابد أن نحرص على برهم خلال جائحة كورونا بتوسط واعتدال فنمتنع عن السلام أو التقبيل ونترك مسافة أثناء الزيارة ونرتدي الكمامة ونحرص على تعقيم الأيدي قبل الدخول ولمس الأشياء وغيرها من الأمور الاحترازية الأخرى التي تعد في مثل هذا الوقت من الضرورات.. وكلنا سمعنا عن ذلك الشاب الذي نقل العدوى لوالده مما أدى لوفاته بسبب معاناته من مرض القلب.

إن لوالدينا علينا حقوقاً كثيرة يجب أن نؤديها وأن نجتهد في الإحسان اليهما وأن نسعى ليس فقط لأداء حقوقهما بل نجتهد لإسعادهما ونبدع في إرضائهما وبرهما وكسب رضاهما ولكن في هذه الأوقات ومع انتشار هذا الوباء فإن برهما يكون في التواصل معهما بالحيطة والحذر والأخذ بالإجراءات الاحترازية، ففايروس كورونا قد ينتقل لأي فرد في العائلة خلال ثوانٍ وقبل الدخول للوالدين فعلينا أن نحذر حتى لا نكون سبباً في إلحاق الضرر بهما ونقل الفايروس لهما .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store