Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

خواطر مع الأحداث!!

A A
* الخاطرة الأولى:

إلى أين يتّجه العالم على طريق مواجهة كورونا المزروعة بالمعاناة؟ كانت شركة «أسترازينيكا» العالمية مع جامعة أكسفورد البريطانية العريقة أهمّ وأرْجى مصدر مُحتمل لإهداء العالم لقاحاً وقائياً آمناً من الفيروس، ونجحت في تجربتيْن له على مئات البشر، ثمّ في تجربته الثالثة والأخيرة أُصِيب أحد المتطوّعين لتجربته بالمرض رغم تلقّيه اللقاح المُفترض وقايته منه، فعلّقت الشركة تجاربها وبدت وكأنّها تُقِرُّ بالفشل!.

فحقّاً إلى أين يتّجه العالم؟ هل سُدّت طريق المواجهة، وعلّق في نهاية الطريق لوحة مكتوب عليها «Dead End» دعونا ننبذ التشاؤم ونتفاءل بالخير كي نجده سريعاً، لكنّه حتماً موجود في صيدلية الرحمن الذي لا مُمْسِك لرحمته، ولا رادّ لفضله.

* الخاطرة الثانية:

في مشهدٍ جديدٍ على ساحتنا الكروية، أعلن لاعب نادي الهلال محمّد الشلهوب قرار اعتزاله كرة القدم بالصوت والصورة، فوقف في الملعب الخالية مُدرّجاته من الجماهير يُداعب الكرة، وابنتاه الجميلتان -ما شاء الله- تقفان على خطّ التماس تدعوانه ليغادر الملعب بقولهما «يالله يا بابا»، ليترك الكرة ويتّجه لهما ماسكاً بيديْهِما ويغادرون، بينما تتخلّل المشهد عبارة «أحبّكم كثيراً إلى اللقاء»، وهذا تعبير إنساني رائع لأنّ مآب كلّ لاعب هو عائلته مهما حقّقت له الكرة من شهرة ومال، وأفضل من حفلات الاعتزال الرسمية التي تشوبها المجاملة، ويحرص اللاعب المعتزل على امتلاء الملعب بالجماهير لعلّ دخْل التذاكر يستقرّ في جُعبته، ولعلّ وابل الهدايا يُمطرُ عليه من أثرياء القوم، وكأنّ الكرة هي مُدِرٌّ للمال فقط، وليست رياضة شريفة تحبّها الجماهير، وتُنسيهم هموم حياتهم الكثيرة.

* الخاطرة الثالثة:

عجبي من البشر، فقد تكفّل الله بأن تكون الأرض كافيةً لرزق الأحياء ومستودعاً للأموات، فقال في مُحكم تنزيله «أَلَمْ نَجْعَلَ الأرْضَ كِفَاتَاً * أحْيَاءً وأمْوَاتَاً»، وهاهم بعد أن أفسدوا برّ الأرض وتقاتلوا على ثرواتها وأساءوا التصرّف فيها، يتّجهون لبحار الأرض يفعلون المثل، وما يحدث في شرق البحر الأبيض المتوسّط إلّا مثال لذلك، دون اكتراث بما اجتاح العالم من وباء قد يطول أمدُه!.

حقّاً، عجبي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store