Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الأب إذا غاب عوت الذئاب!

A A
من أكبر العيوب في الإنسان تنكره لمن له فضل عليه ومن الفطرة أن يكون الوالد والأب سندا لابنته ولو تعلم أي بنت تنادي برفض اشتراط موافقة والدها في زواجها ان ذلك عار عليها وعيب في حقها وتنكر سيء لأفضل مخلوق في حياتها لما أقدمت على هذا التنكر وأن تجعل رأيه كرأي أي عمود في البيت بعد أن رباها وتعب عليها وأنفق عليها ثم تقول إن من حقها أن تتخطاه وترمي برأيه عرض الحائط في زواجها وهو الذي سوف يتحرى ويسأل ويتعب لكي يطمئن على فلذة كبده بأن تكون تحت ظل رجل يستحقها ويكرمها وليس أن تكون فريسة للحظات من النعومة والكلام المعسول والشهوة العابرة دون أن تدرك بواطن الأمر وأهميته.
لقد انتهينا من عصر الانتصار للمرأة وعدم تقديرها واحترامها واعطائها حقوقها.. كل ذلك انتهى واليوم باسمه يجر البعض السكين على مكاسب هي من الاحتياج الكبير للمرأة.. لقد كتبت مقالا قبل خمسة عشر عامًا بعنوان «حتى تعود عزيزة» يمكن العودة اليه في صحيفة (المدينة).. طالبت فيه بأمور الحمد لله انها تحققت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله- منها قيادة المرأة للسيارة ومنها أن تحظى المرأة باستقلالية بطاقة الهوية ومنها ألا يتحكم بها أخوها أو زوجها أو ابنها في معاملاتها ومنها اتاحة الفرص الوظيفية مثلها مثل الرجل وغير ذلك كثير مما كان غير مقبول وقتها في حق المرأة إلا أن يحيد (ضم الياء) الأب ولا يرجع له في تزويج ابنته مع العلم كل العلم ان ليس هناك إلا حالات نادرة عند الزواج لا يشاور الأب ابنته ويأخذ رأيها بل ان المجتمع كله يمارس هذا الحق للابنة بناء على التوجيه الديني والعرف الاجتماعي وليس في زماننا هذا من يقف ضد رغبة ابنته في تزويجها والبنت بدون ولي لتزويجها تعتبر خيشة باب لانها بلا أب والأب إذا غاب عوت عند الباب الذئاب، وفرق بين حالة المرأة الثيب الكبيرة أو التي في غربة أو من توفى والدها، والحالات التي يستغل فيها أب تزويج ابنته أو يعضلها.. وبين النسق الاجتماعي ذي التوجيه النبوي باعتلاء الأب منصة مصلحة البنت عند زواجها فتكون له الكلمة ويكون هو الولي الذي تتشرف به الابنة عند تزويجها وتضع أمرها بين يديه، ليس لشيء إنما لانه الأب الرحيم بها والحريص على مصلحتها.. وكم من بنت ما عرفت مكانة أبوها إلا بعد رحيله ومغادرته للحياة وأخذت تبكي بعده وتتمنى لو أنه ما غاب لتتمتع بحنانه وعطفه ورحمته ومحبته وتضع كل أمورها بين يديه بما في ذلك ولايته في تزويجها فالأب بالنسبة لابنته سند وظهر وأنس حياة وحياة قلب وليس تسلط وفرض رأي فالحمد لله البنت التي لديها أب فانه نعمة عليها ليس فقط في تزويجها إنما في كل أمور حياتها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store