Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الْوَرِيدُ وَأَقْرَبُ

الْوَرِيدُ وَأَقْرَبُ

A A
سَلَامٌ عَلَى شَمْسٍ لَنَـا لَيْـسَ تَغْـرُبُ

وَأهْلٍ هُــمُ الْإشْــرَاقُ إِنْ حَــلَّ مَـغْـرِبُ

بِلَادٌ بِهَا مُـزْنُ الْـحُـرُوفِ تَـشَكَّـلَـتْ

فَأَرْوَتْ بِهَا الدُّنْيَا، وَمَا فَـاضَ يَـخْــلُــبُ

أسَاسُ حَضَـارَاتٍ تَـتَـابَـعَ نَـسْــلُهَـــا

فَسَادَتْ وَإِنَّ الْأَصْـلَ فِي النَّسْلِ يَعـْـرُبُ

وَهَا قَدْ تَخَـطَّـتْ بِـالـرِّسَـالَـةِ مَـهْدَهَا

رِسَـالَــةُ حُــبٍّ.. لَا حُــرُوبٍ تُـــخَـرِّبُ

سَـلَامٌ عَـلَـيْـكُـمْ.. إِذْ حَلَلْتُمْ بِـأَمْــنِـهَا

يَشِيـــــــعُ سَـــــلَامُ اللهِ.. لَا يَـتَــذَبْــذَبُّ

وَنَحْنُ بِفَضْلِ اللهِ نُـرْسِـيْ جَـمَـالَهَــا

وَمَا هَمَّنَا فُرْسٌ، وَلَا التّـُرْكُ إِنْ رَبُـــوا

لَنَا الأَرْضُ قَدْ دَانَتْ بِطِيبِ خِصَالِنَا

وَمِـنْ قَبْــلُ كَانَ السَّـــدُّ فِـينَا.. وَمَأْربُ1

وِمِنْ «عَرِمٍ».. فَاضَتْ قَبَائِلُ عِـــزَّةٍ

مِنَ الشَّرْقِ.. حَتَّى الْبَــحْرِ أَيَّانَ تَغْرُبُ2

فَسَلْ فِي بِقَاعِ الأرْضِ عَنَّـــا فَإنَّــنَـا

نَسِيـــجُ حَضَــارَاتٍ بِـهَا الْحُبُّ يَـغْـلِـبُ

لِعَدْنَــانَ أَوْ قَحْطَانَ مُنْتَـسَـبُ الذُّرَى

وَمِنْهَـا قُرَيْـشٌ.. وَالْمَـعَـارِفُ تُـــطْلَـبُ

لِأَنَّـا هُـنَـــا.. نَـتْـلُو كِتَــابَــاَ مُـنَـزَّلَاً

فَلَيْـسَ سِـوَى الْقُـرْآنِ لِلنَّـــاسِ مَــذْهَـبُ

وَأَنَّ لَـنَـا الْمِـيزَانَ.. فِي وَسَـطِـيَّـــةٍ

فَنَـبـْقَى نُـقِيــمُ الْـعَـدْلَ.. وَالظُّلْمُ يَــذْهَـبُ

وَأَنَّ بِـنَـا تَـعْلُو الْـعِبَـــادُ.. وَتَـرْتَـقِي

وَأَنَّ بِـنَـا تَـسْــمُـو الْعُقُـولُ.. وَتَــنْـجُـبُ

وَمَا كُنْتُ بِدْعَاً أَنْ وُلِـدْتُ مُـحَـارِبَـاً

بِحَرْفٍ يُشِيعُ الْحُــبَّ.. أَيَّــانَ يَــضْـرِبُ

أُوَزِّعُ رُوحِي فِي الْبِــــلَادِ مُـتَـيَّـمَـاً

وَيَجْمَعُنِيْ بَعْضـِي بـِبَعْـضِي فَـأَعْـجَــبُ

وَمَا نَـالَ مِنِّـي الْيُـتْـمُ وَالْفَـقْـدُ هِـمَّـةً

وَلَا عَطَّلَا.. مَا كُـنْــتُ أَرْجُــو وَأَطْلُــبُ

رَفِيقُ السَّحَابِ الْحُرِّ فِي قِمَمِ الْهَدَا3

وَلِيْ فِي هُطُولِ الشِّـعْـرِ آفَــاقُ أَرْحَــبُ

أُصَاحِبُ فِي النَّجْدِ الْبَـهِـيِّ قَـلَائِـدِي

وَأصْحَبُ فِيهِ الْمَجْـدَ نَـعْــلُـو وَنَــرْقُــبُ

أُعَـالِــجُ أَرْوَاحَ الْـعِـبَــادِ بـِصَــيِّـبٍ

وَأَنثُرُ دُرِّي فِـي الْـهِـضَـابِ فَــتَـطْــرَبُ

وَيَطْرَبُ أَهْلُوهَا عَلَى فِتْـنَــةِ النَّـدَى

يُـبَـلِّلُ وَرْدَاً فِي الْقَصِـيــدِ، وَيَـــشْـــرَبُ

مِنَ الشِّعْرِ مِنْ خَدِّ الْورُودِ وَثَغْرِهَـا

فَمَا اجْتُنِبَ التِشْرَابُ.. بَلْ هُـوَ أَوْجَبُ..!

أُغَـنِّـي غِــنَـاءً لَا يَـشِـيــبُ جَمَـالُـهُ

وِإِنَّ الـذِي يَعْـلُـو بِـهِ الـنَّـــاسُ أَشْــيَــبُ

وَكَمْ مِنْ مَلِيحَـاتٍ سَمِـعْـنَ غِـنَـائِـيَـا

وَقُلْنَ رَعَــاكَ اللهُ.. تُـسْـبِـيْ وَتَـسْلِـبُ..!

وَمَا كُنْتُ نَهَّابَـاً خَـؤُونَـاً لِمَا مَضَــى

فسِحْـرِي حَـلَالٌ كَـالْـمَـلِـيـحَـاتِ طَيِّــبُ

وَلِي أَلْفُ وَجْهٍ قَدْ عَرَفْتُ طَرِيــقَــهُ

وَلَكِنْ بِـلَا قَــلْــبٍ.. إِلَــى أَيْــنَ أَذْهَــبُ4

فَــقُــلْ لِــبِــلَادٍ كَــرَّمَ اللهُ أَرْضَـهَـــا

تُزِيــــحُ حَــزَازَاتِ الْــوُشَـاةِ.. وَتَقْــرُبُ

لِأَنِّيْ أَرَاهَـا إِنْ ذُكِـرْتُ بَـعِـيــــــدَةً

وَمَـنْــزِلُـهَـا مِــنِّــيْ الْــوَرِيــدُ وَأَقْـــرَبُ

فَهَلْ كَانَ مِنْ قَبْلُ الـدِّيَارُ تَــرَحَّلَـتْ

أَمِ الْأَهْلُ هُمْ مَنْ يَرْحَلُونَ.. فَتَـنْـدُبُ..؟!

وَإِنِّـيْ مُـقِـيـمٌ.. لَا أُغَـادِرُ حُـسْـنَهَـا

سِوَى لِرَحِيــــلٍ لَيْسَ مِنْ بَعْدُ يُتْعِـبُ..!

وَقُلْ لِبِـلَادٍ.. عِنْدَهَا الصَّمْتُ حِكْمَـة

عَنِ الْبَـوْحِ تُـغْنِـيـــنِـــي.. فَلَا أَتَــعَــذَّبُ

وِإنْ قِيلَ تَبْدُو عَاشِقَ الْأَرْضِ عَاتِبَاً

َقُلْ خَيْـرُ مَـنْ يَعْــفُـو وَمَــنْ يَـــتَـعَـتَّـبُ

وَمَا وَاحِـدٌ إِلَّايَ.. لِلْأَرْضِ حَاضِـنٌ

وَمـا وَاحِـــدٌ إِلَّاهُ.. يُــعْـطِـي وَيَحْـجُــبُ

وَمَا كَانَ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَـوْفِ عَاشِقٍ

وَمَا كَـانَ غَيْرُ اللهِ يَــدْرِي، وَيَـحْسُــبُ

فَكَيْـفَ نَـكُونُ اثْـنَيْنِ.. وَالْقَلْبُ وَاحِــدٌ

أَنَا فِي بِـــلَادِيْ.. الْـعَاشِــقُ الْمُتَـقَـرِّبُ

وَهَلْ كَــانَ قَبْــلِــيْ عَاشِــقٌ مُتَـبَــتِّـلٌ

وَهَلْ كَانَ فِي الْعُشَّاقِ أَنْدَى وَأَغْرَبُ..؟

وَهَلْ ذاعَ حُبٌّ فِـي الْقَصَـــائِدِ قَـبْـلَـنَا

فَرِيـــدٌ.. عَلَى كُلِّ الْقُـلُوبِ مُـحَـبَّبُ..؟!

وَإنْ ضَاقَتِ الدَّنْيَا عَلَى قَلْبِ صَاحِبٍ

فَهَلْ كَانَ مِثْلِي في الْمُلِمَّـاتِ أَرْحَبُ..؟

لِأّنِّي رَأَيْـتُ الْحُـبَّ كَالْعَيْشِ مَـطْـلَـبـاً

وَأُدْرِكُ أَنَّ الْحُـبَّ.. فِـــي اللهِ مَـطْـلَـبُ

وَلَمّا رَأَيْــتُ الْكُرْهَ فِي النَّـاسِ فَاشِيَــاً

لَجَــأْتُ إِلَى حُــبٍّ.. يَـــرِقُّ وَيَعْـــــذُبُ

وَمَنْ غَيْرُهُ رَبِّي.. هُوَ الْحُـبُّ مَانِحَــاً

لِقَلْبِيْ، وَمَـا يَبـْغِيْ الْفُــؤَادُ.. وَيَـرْغَــبُ

فَأَرْسَيْتُ بِالْحُبِّ الْعَظِيـمِ.. فَرَائِــــِدِي

يَـنَـابِـيــعَ حُـبٍّ خَـالِـدٍ لَيـْسَ تَـنْـضُـــبُ

فَدَعْ كُلَّ مَـنْ عَادَى.. وَتَــــاهَ بِـغَيِّـــهِ

وَعُدْ وَاحِـــدَاً بِـالْحُـبِّ.. لَا تَـتَــشَـــعَّبُ

لَنَا فِي خُلُـودِ الذِّكْرِ مَاَ تَطْلُبُ الْعِـــدَا

فَـخَـلَّدَنَـا شِــعْــرٌ.. يُــشَــاعُ وَيُـكْــتَــبُ

وَمَـا كُلُّ مَـنْ رَامَ الْخُـلُــودَ أَصَـــابَهُ

وَمَا كُلُّ مَـنْ يَـعْدُو.. كَنُـبْـلِ جَـــوَادِهِ

وَلَا كُلُّ مَنْ قَالَ الْـقَـصِـيـدَ.. يُـنَــصَّـبُ

وَلَا كُلُّ مَنْ يَـغْدُو.. لَـهُ الْأَرْضُ مَلْعَبُ

1. سد مأرب

2. سيل العرِم.

3. جبال الهَدَا.. أعالي سلسلة جبال السَّرَوَات.

4. قيسُ بن المُلوَّح:

مَتَى يَشْـتَـفِي مِنْـكِ الفُؤادُ الْمُعَذَّبُوَسَهْمُ الْمَنَايَـا مِنْ وِصَــــالِكِ أَقْرَبُ

فَبُعْدٌ وَوَجْدٌ، وَاشْتِـيــــاقٌ وَرَجْـفَةٌ فَلَا أَنْـتِ تُــدْنِـينِـي.. وَلَا أَنَـا أَقْـرُبُ

كَعُصْـفـُورَةٍ في كَفِّ طِفْلٍيَزُمُّـهَاتَذُوقُ حِيَاضَ الْمَوْتِ وَالطِّفْلُ يَلْعَبُ

فَلَا الطِّفلُ ذُو عَقْلٍ يَرِقُّ لِمَـابِــهَاوَلَا الطَّيْرُ ذُو رِيـشٍ يَطِيرُ فَيَــذْهَبُ

وَلِيْ أَلْفُ وَجْهٍ قَدْ عَرَفتُ طَرِيـقَـهُوَلَـكِـنْ بِـلَا قَـلْبٍ.. إِلَى أَيْــنَ أَذْهَـبُ

محمد جبر الحربي

mjharbi@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store