Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عاراهُ من فِعْلِ الخنا عارَاهُ!!

A A
فَرِحْتُ وحَزِنْتُ في آنٍ واحد عندما سَمِعْتُ الأسبوع الماضي خبر قبْض رئاسة أمْن الدولة على خليّة إرهابيّة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ومُكوّنة من ١٠ أعضاء، وقد تلقّى بعضُهُم تدريبات في إيران شاملةً طرق تصنيع المتفجّرات، وكانت بحوزتهم أسلحة كثيرة، ويبدو أنّهم خطّطوا للقيام بهجمات إرهابيّة لزعزعة الأمن في الوطن.

سبحان الله، إذ يصف وطننا بالبلد الأمين في قرآنه الكريم، بينما تُصِرُّ إيران وعملاؤها على تحويله لعكس ذلك.

وقد فَرِحْتُ لإنجاز رئاسة أمْن الدولة، ذلك الجهاز الاحترافي المعني بأمن الوطن، وهذا إنجاز واحد ضمن سلسلة من إنجازاته غير المسبوقة، ولا شكّ أنّه مدعاة للفخر لكلّ مواطن ومقيم أن يكون لدينا جهاز يستبق عملياته فيجعلها وقائية قبل فوات الأوان، وهكذا جهاز يُرفعُ له الشماغ تحيةً له وشكرًا وتقديرًا.

أمّا حُزْني فسببه هو الخيانة العُظْمى لأعضاء الخلية لوطنهم إن كانوا مواطنين، وبثمنٍ بخسٍ، بل بالمجّان، وتسليم أجسادهم وأفكارهم لراعية الإرهاب الأولى في العالم، وشرّيرة العالم الكُبْرى، ومَنْ تكون غير إيران؟ وتفضيلهم لها على وطنهم الذي تفضّل عليهم بالكثير، وحماهم من الطائفية ومن كلّ شرّ وعُدوان، وأتاح لهم فُرص الحياة الكريمة دون تفرقة تُذكر بينهم وبين باقي المواطنين، ووالله وتالله وبالله لو كانوا مواطنين إيرانيين ما تنعّموا بمعشار ما يتنعّمون به في وطنهم، ونسوا أنّ الولاء يكون للوطن، وأنّ الإخلاص يكون للوطن، وأنّ الغيرة تكون على الوطن، فما بالكم لو كان الوطن بحجم وطيبة ونقاء دولة مثل المملكة العربية السعودية؟ وهم مثل الذي يسرق من أبيه، فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه بل يستغلّه أكثر، وهم سِلْعة بائرة لا تُباع ولا تُشترى في سوق الوطن، وهم مثل الحيّة التي تنسلخ عن جلدها فلا تجد جلدًا آخرًا يحميها، وقد شاهت وجوههم، وتنكّروا لبلادهم التي تنفّسوا هواءها، وشربوا ماءها، وأكلوا من خيراتها، وتنعّموا بأموالها، وصدق الشاعر الذي يقول:

أتبيعُ أرضَك يا جبانُ لعدوٍّ..

عاراهُ من فِعْلِ الخنا عارَاهُ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store