Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الجوع يخرج نوبل للسلام من دائرة الاتهام!

إضاءة

A A
أراحت نوبل للسلام هذا العام واستراحت وهي تمنح جائزتها إلى برنامج الأغذية العالمي لجهوده في محاربة الجوع وتحسين الظروف لإحلال السلام في مناطق النزاع.

والحاصل أن شيئاً من الغبش أصاب هذا الفرع تحديداً، بعد أن بات منح الجائزة يقسم العالم إلى فريقين، أولهما يؤيد والآخر يعارض، بحيث يصبح الفائز دوماً محل شك أو اتهام!.

وحسناً فعلت اللجنة، وهي تربط في حيثيات قرارها بين جهود البرنامج لمحاربة الجوع وبين مساهمته في تحسين الظروف لإحلال السلام، فضلاً عن كونه محركاً للجهود المبذولة للحؤول دون استخدام الجوع كسلاح حرب!، ومع ذلك لن تنجو اللجنة من الاتهام!.

في العام الماضي تحديداً وحين ذهبت الجائزة لرئيس وزراء إثيوبيا آبيي أحمد، لم ينجُ الرجل فضلاً عن اللجنة من اتهامات طالت نزاهتها وميلها بل واستغلالها سياسياً!، وهو نفس الجدل الذي كان سيحدث لو أنها منحت للأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش أوالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أوأيقونة الثورة السودانية آلاء صلاح.. ويقيناً لو أنها ذهبت لعالم أو مركز لاكتشاف حقيقة كوفيد 19 لقامت الدنيا ولم تقعد، حتى لو تم الربط بين ذلك، وبين عودة السلام والأمان لربوع الأرض!.

ومن الواضح أنه كلما كان الفائز كياناً كاملاً أو مجموعة، انخفضت موجة الاتهام.. حدث ذلك مع الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس المؤلف من أربع منظمات من المجتمع المدني، والذي أتاح إنقاذ الانتقال الديموقراطي في البلاد.

كما حدث مع ملالا يوسف زاي (باكستان) وكايلاش ساتيارتي (الهند) عن «نضالهما ضد اضطهاد الأطفال والشباب ودفاعهما عن حق كل الأطفال في التعليم»، ومع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن جهودها الهادفة لتخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل، ومع الاتحاد الأوروبي أهم مشروع ساهم في إرساء السلام في قارة مزقتها حربان عالميتان.

والخلاصة أن مفهوم السلام نفسه، أصابه ما أصابه من تشويه وتحريف، يصل في بعض الأحيان إلى ما يشبه الطمس!، فالسلام على الطريقة الإسرائيلية مثلاً يعني «علناً» التنازل عن الأرض والعرض والكرامة، مقابل وقف الاستيطان «مؤقتاً»!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store