خريف العمر في ربيع الحياة!!

فصل الخريف، مختلف عن الثلاثة من فصول السنة الأربعة.. هو الفصل الذي تتلوَّن فيه أوراق شجر الغابات والمزارع والبساتين يومًا بعد يوم راسمة لوحات طبيعيَّة غاية في الجمال، لا يسع الناظر اليها إلَّا التسبيح بحمد الخالق.. ويستمرُّ تلوُّن ورق الشجر بمزيجً من الألوان تغطِّي بساط الطبيعة بجمالها وأناقتها، وتختم باللون الأصفر الشاحب لتتساقط معه الأوراق واحدة تلو أخرى إلى أن تتعرَّى الأشجار من لباسها، موهمة أنَّها قد فقدت الحياة... وما هي إلَّا تسعون يومًا لتعود الحياة إليها ببراعم الزهور والورود بأريج العطور معيدة البهجة والسرور للناظرين إليها.. ومن بعد، تخضرُّ أوراقها، وتعطي خيراتها من الثمرات.

أمَّا حالنا في خريف العمر لسنة 2020 فغير.. احتفلنا بقدومه مع أوَّل أيَّامه آملين أن تكون سنة خير وبركة وسعادة وهناء، راسمين في مخيَّلاتنا صورًا جميلة لما هو قادم من أيَّام تزدهر فيها أحوال البلاد والعباد، ويعود الأمن والأمان مع الاطمئنان وراحة البال... فإذا بفيروس لم يكن بالحسبان نغَّص علينا عيشتنا وفرحتنا.. وأخذ منَّا بعض أحبابنا الواحد تلو الآخر.. وحجرعلينا كلًّا بالإقامة في البيوت، وحرمنا من متعة لقاء من نحبُّ من الأهل والصحب.. وضَّيق على الكثيرين منَّا سبل معاشهم ومعيشتهم... فازدادت البطالة، وارتبك الاقتصاد، وارتفعت الأسعار وتناقصت الموارد.. اشتدَّ الخوف والهلع مع تردُّد الأخبار بأن الفيروس قد أشتدَّ فتكًا في مرحلته الثانية، مهدَّدًا حياة غالبيَّة من تجاوزوا الستيِّن عامًا من العمر بالرحيل إلى دار البقاء.

يزعم عدد من الخبراء ومحلِّلي الصحَّة والاقتصاديِّين بأنَّ هجمات هذا الفيروس هي أمنية من صنعوه سنة 2019، ونشروه مع مطلع سنة 2020! واليوم تعمل كبريات مختبرات الأدوية العالميَّة على تصنيع لقاح لترغم القوى المسيطرة على اقتصاد العالم ودورة موارده كلَّ دول العالم لشراء كميَّات تتناسب وعدد سكَّانها وبالسعر الذي تحدَّده..

وهكذا، يستنزفون ثروات الشعوب ومدَّخراتها على غرار ما تفعله القوى المسيطرة من توجيه عملائها ومرتزقتها لإشعال الفتن والحروب لتسويق منتجات مصانعهم العسكريَّة والكيمياويَّة والجرثوميَّة على الدول التي خصَّها الله بثروات طبيعيَّة.

ولا نستبعد ما يتردَّد عن رغبة هذه القوى المسيطرة على العام في تخفيض عدد السكَّان إلى النصف.. وذلك بتلقيح من يرغبون القضاء عليهم بالمصل المزعوم ليضمنوا رفاهية شعوبهم، هم وذريَّاتهم من بعدهم.. وربَّنا جَلَّ جلاله القائل في كتابه الكريم في سورة الإسراء: ﴿لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾، (31).. إِنَّهم يريدون، والله يفعل ما يريد، لتستمرَّ الحياة في تجدُّد ربيعها حتَّى في خريف العمر.