Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إيران وفيلم «محمّد رسول الله»!!

A A
حقيقٌ عليّ بعد مشاهدتي للفيلم السينمائي «محمّد رسول الله» الذي أنتجته إيران؛ أن أقول بإنّه إذا كان اليهود والنصارى قد حرّفوا سِيَرِ الأنبياء عليهم السلام بمقدار فإنّ إيران قد حرَّفت سيرة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بأضعاف هذا المقدار!.

والحمد لله ربّ العالمين أنّ سيرته الحقيقية محفوظة في قرآننا الكريم، ثمّ في أمّهات كتب السُنّة الصحيحة، ثمّ في صدور الأجيال المسلمة الصادقة!.

والفيلم صُوِّرَ باللغة الفارسية، وتُرْجِم كتابةً لعدّة لغات، عكس قاعدة الأفلام الإيرانية السابقة عن الأنبياء عليهم السلام، مثل «يوسف الصدِّيق»، التي دُبْلِجَت نُطْقاً لهذه اللغات، وهذا هو شذوذ عن القاعدة كي يظنّ غير المسلمين بأنّ هناك صلة بين اللغة الفارسية وبين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والقرآن الكريم الذي أوحي إليه بلسانٍ عربيٍ مُبين!.

والفيلم تنكّر لكلّ واقعة تُثبت التضادّ بين رسالة النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم وبين الفُرْس المجوس، حتّى أنّه جسّد مشهد سقوط الأصنام في الكعبة ليلة ولادته الشريفة وأغفل بنفس الوقت واقعة تصدّع عرش كسرى ليلتها، وسقوط أربعة عشر شُرْفة منه، وخمود النار التي كان الفُرْس المجوس يعبدونها، وكفى بذلك تبييضاً للتاريخ الأسود للفُرس في الماضي!.

أمّا الصحابة رضي الله عنهم، والذين يُعدُّون بعشرات الآلاف، فقد أغفل الفيلم ذِكْرهم جميعاً، ولم يذكر أيّاً منهم، ولو واحداً، وجسّد فقط أدواراً ليست كلّها مطابقة للحقيقة عن جدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم «عبدالمطلب»، وأعمامه «أبو طالب»، و»حمزة» و»العبّاس» رضي الله عنهما، وأظهرهم وحيدين في الدفاع عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في طفولته وشبابه وبعد بعثته!.

وفي الفيلم مشاهد لمعجزات لم تثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهذا أشبه بأساطير الإسرائيليات عن الأنبياء، وأقرب للخرافات منها للمعجزات!.

ومشكلة الأفلام التي تُنتجها إيران هي أنّها محسوبة على الإسلام، وأنّ الكثير من غير المسلمين حول العالم يشاهدونها، ويعتقدون أنّها الإسلام الحقيقي، بينما هي بعيدة عنه، وتلبس الحقّ بالباطل، ويتّبع منتجوها أهواءهم، ويكتبون سيناريوهاتها وفق أجندة تحريفية خطيرة هي خليط من المذهبية البغيضة والعقيدة الفاسدة، فويلٌ لهم ممّا كتبت أيديهم، وويلٌ لهم ممّا يكسبون!.

اللهم احفظ لنا سيرة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم «الصحيحة» إلى يوم الدين، والمنظّمات الإسلامية مدعوّة بشدّة لإزالة كلّ ما يُحرّف سيرته العظيمة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store