Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

رؤيتنا وبناء الإنسان وتنمية المكان

A A
عندما تولى أمير الإدارة والإبداع خالد الفيصل مقاليد إمارة منطقة مكة المكرمة أطلق رؤيته الشهيرة تحت مسمى (بناء الإنسان وتنمية المكان) والتي بنى عليها الكثير من المشاريع والبرامج التنموية المستهدفة للمنطقة والتي تحقَّق الكثير منها وأصبحت واقعاً ملموساً والبقية مازالت في طريق التنفيذ حسب المخطط لها، ولعل سموه قد لخَّص مطالب تلك الرؤية في عنصرين هما: الإنسان والمكان، فهما العنصران الثابتان والرئيسان للعملية التنموية ومن خلالهما يكون النمو الحضاري الحقيقي. ولعلي هنا أستعير تلك المقولة التنموية الرائدة فأسقطها على مضامين رؤيتنا الوطنية الطموحة 2030 التي سنعيش حراكها بعد مرور مرحلة التحول التي خصص لها الخمس سنوات الفائتة، فدعونا نتلمس ماذا تحول في هذين العنصرين الأساسيين للعملية التنموية خلال تلك المرحلة. فنقول إن الإنسان السعودي قد خضع لعمليات إعادة صياغة الكثير من العوامل الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكان لها الكثير من الأثر البنائي لشخصية متطورة تتناسب والواقع الذي يعيشه العالم من حولنا من تطور متسارع في مختلف المجالات الحياتية، وأصبح في حالة تقبُّل واستيعاب لما ستتضمنه الخطة المستقبلية من برامج ومشاريع تصب في هذا المصب.

وفي مجال العنصر المكاني لمسنا إحداث الكثير من البرامج والمشاريع للبنى التحتية القادرة على استيعاب ما يليها من برامج الخطة والأهم من ذلك هو ما حدث من تحول كبير في مجال تنويع مصادر الدخل ومضاعفة الاستثمارات مختلفة المسارب ومضاعفة المشاركة المجتمعية التي ستكون روافد هامة في دعم وإنجاح تلك المشاريع، وها نحن نتابع تلك المشاريع العملاقة ونتتبع نمو مسيرتها في مختلف مناطق المملكة دون تخصيص.

وحتما سيكون لذلك الأثر الإيجابي على مطالب المواطن الأساسية من غذاء ودواء وكساء وسيكون له الأثر الإيجابي في التغلب على البطالة التي بدأت تتنامى بصورة لافتة وخاصة خلال فترة جائحة كورونا التي أثَّرت على بعض مسارب الاقتصاد، بالرغم من شعور الكثير من المواطنين بالأعباء التي أفرزتها متطلبات المرحلة بالإضافة إلى نواتج جائحة كورونا إلا أن المتوقع أن يعقب ذلك العسر يسر كما وعدنا رب العالمين في كتابه الكريم، أما في جانب المكان فمازلنا نتابع ما يتم تنفيذه من مخرجات الخطة التي أعلن عن بعضها وسيتبعها الكثير بإذن الله.

ولعل أبرز المؤشرات على التنامي اللافت الذي تعيشه مملكتنا الحبيبة هو ما نعيشه من نمو اقتصادي متسارع كان أحد أسباب رئاستنا لقمة العشرين G20 وهي الدول الأكبر اقتصاداً في العالم.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store