Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ضيف غريب في ملعب جدّة!!

A A
تنسيق الألوان المختلفة في مباني المرافق العامّة وترتيبها بجوار بعضها البعض بذكاء وخبرة ومهارة مهم جدّاً، لإضفاء التأثير البصري الجميل على المرافق ممّن تقع أعينهم عليها صباح مساء!.

وهناك عِلْم قديم اسمه «نظرية اللون» وقد اخترع مبادئه إسحاق نيوتن عام ١٧٠٤م ضمن كتابه الشهير «Optics»، ثمّ تطوّر العِلْم ليُصبح منهجاً فنّياً وتخصّصاً دراسياً مستقلّاً تُدرّسه الجامعات والمعاهد، ويُمارسه مهندسو المعمار ومصمّمو الديكور، فضلاً عن تصنيعه في مصانع الدهانات، وهدفه ترتيب الألوان المتجاورة بشكل جمالي، أو مزجها معاً للحصول على ألوان جديدة مُبتكرة، وتحسين التأثير البصري المطلوب!.

وهذه مقدّمة ضرورية أسردها بسبب ما غيّرته إدارة ملعب الجوهرة المُشِعّة في جدّة مع عودة دوري الأمير محمّد بن سلمان للمحترفين، وهو النجيلة الصناعية المُحيطة بأرضية الملعب، وقد غيّرتها الإدارة لنجيلة لونها غريب، هو خليط من اللون العُودى الداكن واللون البُنّي الغامق واللون العُنّابي، وهو لا يُناسب اللون الأخضر لأرضية الملعب الطبيعية، ولا يناسب كذلك اللون البرتقالي الغالب في المُدرّجات، ومُحصّلة الألوان أصبحت غير مُريحة للعين!.

ويبدو لي أنّ اختيار هذا اللون كان عشوائياً، ودون دراسة احترافية لنظرية اللون ومناهجه الفنية، ولو اطّلعت الإدارة على موسوعات الألوان لوجدت أنّ هذا اللون يُستخدم أكثر ما يُستخدم للملابس والأحذية والحقائب والاكسسوارات والغرف المنزلية والماكياج النسائي، ويتناغم جيّداً بجوار ألوان أخرى مثل اللون الكريمي والرمادي والأصفر الليموني والذهبي المعدني والوردي ممّا لا نجدها موجودة في الملعب الجدّاوي الشهير.

فجرى «إيه» يا إدارة الملعب؟، وجرى «إيه» يا هيئة الرياضة؟، ثمّ جرى «إيه» يا شركة أرامكو، إنّ الجمهور الرياضي بمختلف ميوله، سواءً أمام الشاشات أو حضورياً في الملعب، يريد أن يستمتع بمشاهدة أجزاء مرافق الملعب مع استمتاعه بمشاهدة مباريات كرة القدم، بنفس القدر، وهما استمتاعان مترابطان، مثل التوأم السيامي، فلا يزيد استمتاع هنا ولا ينقص استمتاع هناك، ولا يبتهج بأهداف هنا ويتأفّف من لون غير مناسب هناك!.

هذا ما أراه، ويا «بخت» من وضع اللون المناسب في المكان المناسب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store