Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

فوضى وجنون..!!

همزة وصل

A A
بعض الذين يبكون ويشتكون من ويلات القروض وفوائدها وارتفاع الفواتير وتراكمها هم يعيشون فوضى في ترتيب الأولويات ظناً منهم أن من حقهم الاستمتاع بالحياة وأنهم يصبحون بذلك أكثر واقعية، والفرق شاسع بين أن تعيش بخطط ومقاييس وحسابات دقيقة وتعرف قيمة الادخار وتمارسه في حياتك وبطريقة بسيطة جداً هي أن تحسب كم دخلك وماذا تريد، وأن تعيش في حدود إمكانياتك وتتعامل مع الحياة بعيون يقظة بعيداً عن المبالغة في اقتناء سلع باهظة وماركات غالية لأنه بإمكان أي منا أن يشتري ذات السلعة وبنصف القيمة بدلاً من أن يشتري سلعة أخرى بأسعار تضطره إلى الاقتراض والدخول في دوائر مظلمة وقاتمة الخروج منها هو الصعب الذي (لا) يمكن تجاوزه أبداً.

ثقافة الادخار هي سلوك العقلاء الذين يؤمنون بأن الحياة ليست لعبة وأن الظروف قد تتغير في أي لحظة وأن بقاء الحال كما هو غير مضمون إطلاقاً وهنا يأتي العقل الذي يرتب الحياة ويعيش الواقع بإحساس إنسان يعرف جيداً أن قيمة الرجال هي في دينهم أولاً وفي أفعالهم وفي سلوكهم وفي أخلاقهم وعلمهم (لا) في تلك الأشياء التي تبدو في عيون المجانين هي الأهم، بمعنى أكثر وضوحاً ومن خلال ما أرى أن بعض الناس إمكانياتهم محدودة جداً ودخولهم بالكاد تكفيهم وفوق هذا يبالغون في شراء سلع غالية جداً عن طريق القروض وكأن السيارة الفارهة هي من تصنع لك المكانة والقيمة الاجتماعية وتنقل عنك للناس أنك «فلان المبسوط « بينما في الواقع أنك (منتف) ومرهق بديون وقروض أكبر من قدراتك، كما أن بعض النساء تجدهن يشترين «حقيبة يد» ماركة بـ «20» ألف ريال، بينما الآخرون مهمومون بهموم أكبر من أن تجعلهم يلاحظون ماركة واسم «الحقيبة» والتي هي (لا) تختلف عن أي»حقيبة « أخرى (لا) ماركة لها ولا أب ولا أم ومن ينصح من؟!.

(خاتمة الهمزة).. كل شيء تشتريه (لا) يضيف لمكانتك شيئاً أبداً، و(لا) فرق بين من يقتني سيارة قيمتها مليونا ريال وأخرى قيمتها «40» ألف أبداً لأنها كلها في النهاية تحملك للمكان الذي تريد، والفرق الوحيد هو في الإمكانيات، أعتقد وصلت الرسالة!!، وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store