Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

صحة المدينة!!

ضمير متكلم

A A
* (المرضى) في مستشفى حكومي حديث قد يستمر انتظارهم لكشف الطوارئ لنحو «6 ساعات»؛ والمؤلم والغريب والعجيب أن أولئك المرضى المنتظرين يختلط فيهم مَن يعانون من آثار الحوادث والكسور وغيرها بأولئك الذين لديهم سُعال شديد وضيق التنفس، وربما يكونون قد انضموا إلى المصابين بــ(فيروس كورونا كوفيد 19)!.

* مريض يحضر إلى قسم الطوارئ في أحد المشافي، يُشَخِّص الأطباء حالته بأنها تتطلب المتابعة الطبية الدقيقة واللحظية، تجتهد الجهات ذات العلاقة وقبلها ذوو المريض في البحث عن سرير له هنا وهناك في العناية المركزة في القطاعين الحكومي والخاص، والجواب الصَّادم (لا سَرير)!.

* مشهَد ثالث فيه الطواقم الطبية تعاني من الإجهاد والإرهاق الشديدين حَدّ الإعياء؛ لأن عملهم قد يستمر في الفترة أو الشِّفْت الواحد لما يقارب من الــ(12 ساعة)؛ أما السبب فقلة عددهم من الأصل؛ زاد عليها السماح لبعض زملائهم بالتفرغ من أجل التخصص أو الحصول على البورد السعودي رغم الظروف الراهنة الاستثنائية!.

* تلك المشاهد وصُور المعاناة حَدثت وتحدث في (المدينة المنورة)؛ ولعلها أحد الأسباب الرئيسة التي تجعلها منذ أسابيع تتصدر يومياً مناطق المملكة ومحافظاتها في عدد المصابين في (كورونا المُستَجِد).

*وهنا أقدر جِدَّ واجتهاد (الشؤون الصحية بالمدينة) وقائدها (الدكتور خالد خلاوي)، وسَبَقَ وأشدتُ في هذه الزاوية بحماسه عند بداية تكليفه، وهو الذي أعلن وقتها عن مبادرته بالتطوير، وتحركه السريع للبحث عن حلول لقلة مستشفيات المدينة وعدد كوادرها، ولعلنا نتذكر ما نقلته (صحيفة حديث المدينة) في «يناير الماضي» عن استعادة «مستشفى الأنصار» بعد إغلاقه من خلال استئجار أحد الفنادق ليكون مقرّاً له.

* فهل كان ذلك أحاديث إعلامية دافعها الحماس فقط؛ وبالتالي بقيت في إطار الوعود التي لن تجمِّلها أبداً تقارير عن منجزات أو عقود مستقبلية قد لا تتم لسبب أو لآخر؟؛ وبالتالي فالواقع الذي عَايَشْتُهُ أو سَمِعْتُهُ ولمستُ مصداقيته يؤكد بأنّ «صِحّة المدينة النبوية» تعاني من إشكاليات منذ سنوات ولا تزال، وأهلها وزوارها لاحديث لهم إلا عن شُحّ الأَسرّة الطبية، وطول طوابير الانتظار في الوصول للعيادات الخارجية والعناية المركزة، وكذا التَّكَدُّس في أقسام الطوارئ!!.

* أخيراً من الثوابت أنّ (طيبة الطيبة) تحظى أبداً بعناية حكومتنا الرشيدة؛ ومِن المُسَلَّمَات والمؤّكّدَات اهتمام أميرها (صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان)، وسعيه الكبير والدائم على خدمتها وتطويرها في شتى المجالات؛ ولذا فهذه مناشدة أرفعها لسموه الكريم لفتح ملف صحة المدينة، ومعالجة مشاكله بحزمه وشفافيته وحنكته المعهودة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store