في جُعْبتي ٣ ملاحظات، وليس ملاحظة واحدة فقط، حول البرنامج التلفزيوني الجديد «تحدّي العائلات» الذي تعرضه قناة mbc ويقدّمه الإعلامي المعروف داوود الشريّان.
الملاحظة الأولى هي أنّ البرنامج تقليد كامل للبرنامج الأمريكي «Family Feud» الذي يقدّمه الإعلامي الشهير ستيف هارفي منذ سنة ٢٠١٠م، وبدأ قبل ذلك في القنوات الأمريكية سنة ١٩٧٦م، وهو يستقبل في كلّ حلقة عائلتيْن للتنافس على تقديم أكبر عدد ممكن من الإجابات الصحيحة عن معلومات استبيانية مقابل جوائز مالية مُغرية!.
وتقليد البرامج الغربية بنسبة ١٠٠٪ من قبل قناة mbc العربية صار عادة في بعض برامجها، وما «تحدّي العائلات» إلّا مثال واحد على ذلك، وهناك العديد من البرامج الأخرى مثل «أحلى صوت»، و«العرب لديهم مواهب»، وغيرها، وكنتُ أتمنّى أن تبتكر القناة برامجها بدلاً من التقليد، لا سيّما وأنّ التمويل المالي ليس مشكلة للقناة، وبإمكانها ابتكار البرامج المُستوحاة من الثقافة العربية الأصيلة.
أمّا الملاحظة الثانية فهي أنّ البرنامج يستضيف نماذج مختلفة من العائلات السعودية، ومن مناطق مختلفة، وهذا شيء جيّد للغاية، ويُبيّن التنوّع الرائع بين العائلات السعودية في اللهجة والثقافة أمام العالم، وأزاح الحاجز النفسي عند الرجل السعودي من الظهور الإعلامي مع قريبته المرأة، سواءً كانت زوجة أو أختاً أو ابنة!.
وبقيت الملاحظة الثالثة التي أتمنّى على الشريّان أن يتّسع صدره لها، وهي أنّه خرج من ثوبه الإعلامي الذي تعوّدنا رؤيته فيه، وهو تقديم البرامج الحوارية عن القضايا المحلية التي تهمّ المواطن السعودي، وليس تقديم المسابقات الترفيهية، وليس هذا تقليلاً من جهود الشريّان واجتهاده لكنّ قضايا المواطن المحلية ما زالت الثوب الأنسب للشريّان!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
