Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

عندما يتقاتل الأغبياء

A A
حرب ناغورنوا كاراباخ غريبة في كل تفاصيلها، تجمع الأضداد وتُفرّق الحُلفاء، لا شيء فيها يُمكن فهمه ببساطة سوى أن الموت والخراب والدمار والتهجير هو المُسيطر على المشهد، أما البقية فكانوا إمّا أدوات تنفيذية أو داعمين، أو متفرجين انتظروا لحظة الانقضاض على الطرفين ليأخذوا الغنائم..

تركيا دفعت بالكثير من المرتزقة والكثير من الأسلحة دعماً للجانب الأذربيجاني، إيران مارست دوراً داعماً بطريقة أو بأخرى لأرمينيا، روسيا كانت الأسد الذي يترقب نهاية معركة الضباع..

انتهت الحرب، روسيا ستتواجد في إقليم ناغورنوا كاراباخ عسكرياً، وبسبب الهزيمة، روسيا (شعبياً) ستُزيح حليف الغرب وعدوها اللدود رئيس الوزارء الأرمني نيكول باشينيان، وروسيا فرضت على الجميع قبول أن تكون هي الأمم المتحدة الجديدة في المنطقة..

الانتظار جعل روسيا تكسب كل شيء، وتركت للبقية تجرّع سُم الهزائم والخسائر والحروب العبثية..

ستدفع تركيا بقوات عسكرية نحو أذربيجان تحت أي مسمى كان، وستزيد إيران من وتيرة تهريب الأسلحة وغيرها إلى أرمينيا، فيما سيكون تواجد الروس تواجداً مَرضياً عليه من جميع الأطراف رغم خطورته..

بدأت أذربيجان هذه الحرب وهي بلاد مُستقلة، الآن ظاهرياً حررت إقليم لا يُشكل ١٠٪ من مساحة الدولة ولكنها خسرت استقلالية سياسية كانت تتمتع بها منذُ العام ١٩٩١م..

تعنت الأرمن في إيجاد حل لقضية الإقليم والنتيجة أن كل سكان الإقليم تركوا منازلهم وأصبحوا لاجئين في أرمينيا..

أخيراً..

الغباء السياسي في أذربيجان وأرمينيا وتركيا وإيران جعلهم مجرّد بيادق حرّكت نفسها بنفسها لتجعل الرابح الأكبر من هذه الحرب روسيا.. درس سياسي يجب أن يتعلم منه الجميع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store